نشر رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الشروق المصرية عماد الدين حسين مقالا اثر منع آمال قرامى من دخول الأراضي المصرية يوم أمس عندما عرفت القصة فى وقت متأخر مساء امس الأول السبت لم اصدق فى البداية وظننت فعلا ان ثمة خطأ فى الأمر، لكن عندما عادت قرامى إلى تونس تأكدت ان هناك مأساة ينبغى لفت الأنظار اليها. لا اعرف الدكتورة قرامى شخصيا ولم يسبق لى ان قابلتها، لكن اقرأ مقالاتها فى الشروق بانتظام. مقالاتها افضل تعريف لشخصيتها وافكارها. اظن انها من القلائل الذين كشفوا القناع الحقيقى لجماعة الإخوان فى تونس وحركة النهضة التى يرأسها راشد الغنوسى. طوال ثلاث سنوات وهى تعرى القشرة البراقة لهذة الجماعة وان جوهر ممارساتها لا يختلف كثيرا عن بقية الإخوان فى أى مكان باستثناء المظهر الخارجى اللامع احيانا. السؤال الجوهرى هو: هل الذى اتخذ قرار منعها يعرف ما لا نعرفه عن هذه الكاتبة والباحثة؟ واذا كانت هناك أى ملاحظات لأجهزة الدولة عليها، ألم يكن من الأفضل والأجدى ان يتم اخبار مكتبة الاسكندرية بعدم دعوتها من الأساس «ويادار ما دخلك شر» حتى نتجنب كل هذا الثمن الفادح؟!!. قرامى كانت مدعوة للمشاركة فى مؤتمر «تطور الفكر المتطرف وضرورات مكافحة الإرهاب»، وليس تشجيع الإرهاب، وبالتالى من المستفيد من قرار منعها؟ الجهة أو الشخص الذى اتخذ هذا القرار.. الم يدرس العواقب السيئة التى ستدفع ثمنها سمعتنا فى هذا الصدد؟ام ان هناك اشياء خطيرة لا نعلمها فى الأمر؟!، وفى هذه الحالة يجب على من لديه معلومات ان يدلنا عليها، او ان هناك تخبطا فى الأمر وجب علاجه. المنطقى ان الحكومة والأجهزة التى ترفع شعار مقاومة التطرف واصلاح الخطاب الدينى ان تحتفى بأمثال الدكتورة آمال قرامى لا ان تمنعها. الذى سيهزم التطرف والمتطرفين هم نوعية قرامى وليس اؤلئك الذين سجنوا اسلام البحيرى ويحاكمون الأدباء على كلمة هنا أو تعبير مبتسر ومقتطع من سياقه هناك. اصلاح الخطاب الدينى ومقاومة التطرف والإرهاب تحتاج عقليات نقدية واعية ومثقفة وجرئية وتستطيع ان تفرق بين ابو بكر البغدادى وآمال قرامي!!!!!.