رفع المشاركون في المسيرة التي نظمها أمس وسط العاصمة اتحاد عمال تونس بمناسبة عيد الشغل شعارات عديدة. وانطلقت المسيرة من أمام مقر الاتحاد بنهج أثينا ومرت عبر شارعي الحبيب ثامر وغانا حتى الوصول إلى قصر المؤتمرات. «التعددية النقابية والسياسيّة الفعلية مكسب من مكاسب الثورة».. «حق الاختلاف من أجل تمثيل حقيقي لكل الشغالين ودعم التعددية».. «UTT مستقل والشغيلة هي الحل».. «وحدة وحدة يا عمال والتفاوض على البطال».. «يا حكومة يا وقتية شوية شوية ديمقراطية».. هذه الشعارات وغيرها كانت حاضرة امس في مسيرة اتحاد عمال تونس بمناسبة عيد الشغل العالمي بحضور عدد محترم من المشاركين. بلا تجاوزات جابت المسيرة ، التي تزامنت مع احتفال اتحاد عمال تونس بالذكرى الاولى لتأسيسه، نهج أثينا، حيث مقر اتحاد عمال تونس، ثم مرت عبر شارع الحبيب ثامر وساحة الباساج فشارع غانا ثم شقت شارع محمد الخامس في اتجاه قصر المؤتمرات . و مرت المسيرة على طول المسلك المخصص لها في ظروف عادية ولم تشهد أية اخلالات من قبل المشاركين فيها بفضل احكام التنظيم وأيضا بفضل الاحاطة الامنية على جانبي المسلك المذكور فضلا عن اعطاء الاولوية للإعلاميين لأداء عملهم طوال المسيرة وداخل قصر المؤتمرات. تضحيات النقابيين انتهت مسيرة اتحاد عمال تونس بإلقاء الامين العام للاتحاد السيد اسماعيل السحباني كلمة استعرض فيها الظروف التاريخية التي كانت وراء الاحتفال العالمي بعيد الشغل والتي كانت آنذاك تحت شعار «يا عمال العالم اتحدوا» الذي جمع كل العمال بقطع النظر عن الايديولوجيا الفكرية التي يحملونها. ومر بعد ذلك للتذكير بظروف انطلاق العمل النقابي في تونس سنة 1924 عن طريق النقابي محمد علي الحامي ثم تطوره على أيدي بلقاسم القناوي ومن بعده فرحات حشاد. كما استعرض السحباني نضالات النقابيين التونسيين وتضحياتهم لا سيما يوم 26 جانفي الذي استشهد فيه حوالي 300 وسُجن فيه حوالي 3000 تعرض منهم كثيرون للتعذيب، إضافة لأحداث الخبز وما قدمه خلالها النقابيون من تضحيات مشيرا إلى أن النقابيين سُجنوا وعُذبوا أيضا. تعددية قال السحباني من جهة أخرى أن اتحاد عمال تونس ملتزم اليوم بالمحافظة على الارث النقابي الذي هو ملك لكل التونسيين وعلى المكاسب الاجتماعية التي تحققت وبالانخراط في تحقيق أهداف الثورة من حرية وتعددية وكرامة في إطار عمل نقابي وطني مستقل عن جميع الاحزاب والتيارات السياسية هدفه الوحيد الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال والمساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني. وذكر في السياق ذاته بما حققه اتحاد عمال تونس لحد الآن من نجاح تجلى خاصة في ارتفاع عدد منخرطيه إلى حوالي 100 ألف وفي بعث نقابات في شتى القطاعات واتحادات جهوية ومحلية في أغلب المناطق. وقال أيضا ان التعددية النقابية أصبحت اليوم بعد الثورة مكسبا هاما يقتضي المحافظة عليه نظرا لمزاياه العديدة . وأكد أن 70 بالمائة من عمال تونس غير منخرطين في النقابات وهو أمر سلبي في تونس يجب تفاديه بفضل التعددية النقابية. بين الاتحاد والحكومة وأشار إلى ان اتحاد عمال تونس مازال يصطدم بغلق باب الحوار مع الحكومة الحالية التي تُصدر إلى الآن المنشور المتعلق بالخصم لفائدته لسنة 2012 رغم أن الحكومة السابقة أصدرته بالنسبة ل2011 وهو امر مثير للاستغراب وخطير في رأيه وفيه استبعاد لرغبة كثير من الشغالين، واشار إلى أن منخرطي الاتحاد عاقدون العزم على الدفاع عن اتحادهم بكل الوسائل ولن تثنيهم أية قوة عن تحقيق مطلبهم الشرعي . كما تحدث السحباني عن غلاء المعيشة والبطالة ووضعية عمال الحظائر والمتعاقدين ، ودعا الحكومة في هذا المجال إلى الزيادة في الاجور وإلى ضمان استقلالية القضاء وحرية الاعلام و استقلاليته واعتماد الكفاءة و النزاهة في تعيين المسؤولين والتصدي لكل مظاهر العنف والتطرف التي تتناقض مع مدنية الدولة . واكد السحباني حرص الاتحاد على انجاز مؤتمرات النقابات الاساسية في مواعيدها وعلى الشروع بداية من هذا الاسبوع في تنظيم مؤتمرات الاتحادات الجهوية تمهيدا لعقد المؤتمر الوطني الاول خلال الاسابيع القادمة والذي سيكون مؤسسا لعلاقات نقابية تليق بما وصلت إليه الطبقة العاملة في تونس من نضج وتطور.