سرّب العسكري السوري المنشق الملقب ب"القيصر" صور آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، وهو ما مثل صدمة كبرى لاهالي المعتقلين الذين تعرفوا على صور ذويهم وقد بدت عليهم علامات التعذيب،من ذلك اقتلاع الأعين وبتر الأطراف. و"قيصر" لقب أطلق على ضابط انشق عن النظام السوري وقام بتسريب نحو 50 ألف صورة لضحايا التعذيب من المدنيين السوريين، والتي اعتمدت عليها لجنة التحقيق الدولية المكلفة ببحث جرائم الحرب في سوريا لإثبات وقوع فظاعات على يد هذا النظام. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتغريدات لمواطنين سوريين، قالوا فيها إنهم عثروا على صور أقربائهم بين صور الضحايا تحت التعذيب، بعد إعادة نشرها على عدد من المواقع السورية المعنية بحقوق الإنسان. وتُظهر الصور المتداولة، جثث الضحايا وعليها آثار تعذيب وحشية، كالصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، والحرمان من الطعام، وتكسير العظام، وفقئ الأعين، واقتلاع الأظافر، وغيرها. وفي العام 2013، فرّ مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية من البلاد حاملاً معه 55 ألف صورة توثق التعذيب والانتهاكات في سجون النظام السوري بين العامين 2011 و2013. وفي العام 2014، مثل "قيصر"، أمام الكونغرس الأميركي في جلسة استماع سرية كانت الدافع لإقرار "قانون قيصر" في العام 2019، والذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الحالي، ويفرض عقوبات متشددة على النظام السوري. وقال قيصر إن وظيفته كانت تصوير الجثث لحساب وزارة الدفاع قبل النزاع وبعده. وقال "رأيت صورًا مروعة لجثث اشخاص تعرضوا للتعذيب. جروح عميقة وحروق وعمليات خنق. عيون خرجت من حدقاتها. اطفال ونساء تعرضوا للضرب على اجسادهم ووجوههم". وتنوي الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة على النظام السوري تحمل مسمى "قانون قيصر". وقد تطال أيضا داعمي النظام الدوليين. واعلنت كل من وزارة الخارجية والخزانة الأميركيتان في السابع عشر من الشهر الحالي، عن الحزمة الأولى من العقوبات بحق شركات وأفراد وهيئات داخل النظام السوري أو من المساندين له، وذلك بعد 180 يوماً من إقرار "قانون قيصر" من قبل الإدارة الأميركية لمعاقبة النظام وحماية المدنيين السوريين، بناء على صور آلاف المعتقلين الذين قضوا في سجون النظام، والتي حملها معه "قيصر" بعد انشقاقه منتصف عام 2013.