كشف معتقل لبناني سابق في العراق النقاب عن أن نحو 800 عميل لاسرائيل شاركوا في عمليات تعذيب معتقلين عراقيين في سجني «قصر السجود» و»أبو غريب». وقدم هذا المعتقل الذي يدعى نبيل خير جمال في مقابلة مع صحيفة «عكاظ» السعودية شهادات حية عن صنوف التعذيب والاذلال التي تعرض لها آلاف المعتقلين العراقيين والعرب في السجون التي يديرها جيش الاحتلال الأمريكي في العراق. وأمضى نبيل خير جمال الذي كان يعمل تاجرا في بغداد والذي يقيم بالعراق منذ 28 عاما خمسة أشهر في سجني «أبو غريب» و»قصر السجود». 800 عميل... لإسرائيل! وروى المعتقل اللبناني أن 800 عميل لاسرائيل كانوا يقومون بالترجمة وبعمليات التعذيب في العراق اضافة الى عمليات الدعم اللوجستي للأمريكيين حيث كانوا ينزلون الى السوق ويبيعون لهم الطعام. وأوضح نبيل خير جمال أن هؤلاء العملاء الذين شاركوا في عمليات التعذيب إلى جانب الأمريكيين هم من جيش لبنان الجنوبي العميل الذي يقوده انطوان لحد والذي اندحر مع الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في ماي عام 2000 . وأضاف قائلا ان ما لفت نظري في السجن هو أن ما كان يخضع للتعذيب يعود إلينا ويخبرنا أن اللبنانيين(أفراد جيش انطوان لحد المنحل) هم الذين كانوا يقومون بتعذيبهم وليس الأمريكيين. فظاعات... بالجملة وعرض المعتقل العراقي السابق أيضا وقائع عن حالات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون العراقيون في سجن «قصر السجود» حيث كان يتواجد حوالي 12 ألف معتقل مشيرا الى العنف البالغ الذي تكتسيه عمليات التحقيق مع المعتقلين بهدف ارغامهم على الاعتراف بانتمائهم الى جماعات من المقاومة أو التبليغ عن بعض العناصر المتهمة بالمشاركة في العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال. ونقل نبيل خير جمال عن معتقلين قدموا الى سجن «أبو غريب» من معسكر «البغدادي» في غرب العراق أن العديد من زملاءهم فارقوا الحياة أصلا نتيجة عمليات التعذيب البشعة التي تعرضوا لها في حين أصيب آخرون بعاهات دائمة وكانوا يقيدون من أرجلهم وأيديهم في سقف السجن. وتحدث المعتقل اللبناني السابق أيضا عن عدد من الممارسات الأخرى المهينة التي تعرض لها المعتقلون في سجني «أبو غريب» و»قصر السجود» مثل الاهانات والشتائم والضرب بالهراوات واجبارهم على الوقوف معصوبي الأعين لمدة ثلاثة أيام ليلا نهارا. وتؤكد هذه الشهادة التي أدلى بها المعتقل اللبناني السابق ما تناقلته عدة تقارير سابقة في هذا الصدد أجمعت في معظمها على أن «فظاعات» «أبو غريب» فاقت الخيال... وفي أحدث ما نشر حول هذه الفظاعات وصف تقرير نشرته لجنة أمريكية مستقلة الليلة قبل الماضية سجن «أبو غريب» بأنه أشبه ب»بيت للحيوانات» كما حمل هذا التقرير الذي أشرف على اعداده وزير الدفاع الأمريكي الأسبق جيمس شليزينغر القيادات العسكرية الأمريكية مسؤولية التجاوزات التي وقعت في المعتقل.