تميّز رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ توليه رئاسة الجمهورية في أكتوبر 2019، بخطابات يكتنفها في أحيان كثيرة الغموض والالتباس، ذلك أن الرئيس عادة ما "يتحدث عن مؤامرات ومخططات تحاك في الظلام، في الداخل والخارج"، متعهدا بالتصدّي إليها وكشفها للتاريخ، ويبدو الامر عاديّا إلى حدّ ما، إلاّ ان تمسك قيس سعيد بهذا النوع من الخطابات جعله محلّ جدل بين محللين ومواطنين طالبوه بالكشف عن هذه المخطّطات الّتي أرّق بها التّونسيين منذ تولّيه الرّئاسة. وأفاد الإعلامي زياد الهاني، مساء أول أمس الثلاثاء، بأن رئيس الجمهورية تحدث علنا في أكثر من مناسبة عن وجود مؤامرات ومافيات وقوى تستهدف الدولة التونسية بعلم من بقف وراءهم . وأكد الهاني في حوار على قناة الزيتونة، أنّه واثق بأن رئيس الجمهورية قيس سعيد بتكلم بناء على معطيات ومن منطلق الاطلاع والمعرفة. مستدركا "لكن إلى حدّ الآن نسمع الخطابات المتكررة لقيس سعيد فقط". ووجه زياد الهاني كلامه للرئيس قائلا "إذا كنت تملك الكفاءة والقدرة على قيادة الدولة وتطبيق القانون وإذا كنت عاجزا فالأفضل أن تقدم استقالتك وأن تصارح الشعب بالحقائق.. الوضع لا يحتمل ونريدك فاعلا في المعركة ضد الفساد". بدوره، قال الناشط السياسي الأمين البوعزيزي: "عندما استمع إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد أكره اللغة العربية وأحنّ إلى اللهجة التونسية". وأضاف البوعزيزي خلال تدخّله في برنامج "الدوسي" على إذاعة ديوان "اف أم" أن قيس سعيّد في سيرته الذاتية أقرب إلى المتصوّفة فهو شخصية طاهرة وبريئة وصادقة جدّا يلجأ في خطاباته إلى جمل سهلة وبسيطة تخاطب العواطف والغرائز ككلّ "الشعبويين" في العالم لكنّه على مستوى الممارسة السياسية محدود جدّا وتورّط فيه الشعب التونسي لوقوعه أمام خيارين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية على حدّ قوله. وعادة ما يُفاجئ الرئيس قيس سعيد الشعب التونسي بخطابات لا تخلو من الغموض وقابلة التأويل على أوجه مختلفة، من خلال اجتماعات رسمية أو لقاءاته مع شخصيات سياسية أو حتى أمنية أو عسكرية. وأول أمس الاثنين، وخلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للجيوش في قصر قرطاج، قال قيس سعيد، إن تونس تمر بأيام صعبة وحزينة، وربما لم تعرف البلاد مرحلة دقيقة مثلها. وأضاف: ''لكن أطمئن كل التونسيين والتونسيات بأن مؤسسات الدولة ستستمر وأن الجيش قادر على التصدي لكل محاولات الإرباك والعمليات الإرهابية اليائسة". وقال: "تواتر الأحداث بسرعة يبعث عن تساؤلات نعرف أجوبتها وبعضها طبيعي ولكن بعضها الآخر مقصود وتم الترتيب له بهدف إرباك مؤسسات الدولة". وأكد قيس سعيد أن التاريخ سيثبت من هو الوطني الصادق الذي يعمل على الحفاظ على الدولة ومن هو المنخرط في الشبكات الإجرامية والخائن للوطن الذي يسعى إلى ضربه من الداخل، مضيفا: " الدولة لن تسقط مهما فعلوا ورتبوا وارتكبوا من جرائم وستستمر بأكثر قوة". وأضاف: ''نجتمع اليوم لنوجه رسالة للشعب التونسي أن الدولة بأبطالها من قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية ستحبط كل محاولات ضربها من الداخل والخارج ولا مكان في تونس للخونة".