لا يزال كتاب "جمهوريتان.. تونس واحدة"، لرئيس البرلمان الأسبق محمد الناصر محلّ جدل واسع في الشارع السياسي، خاصة وان الكتاب والذي يسرد تجربة محمد لناصر في الحياة والمجتمع والسياسة والعمل الحكومي، تناول ايضا شهادته حول الوضع السياسي الذي عرفته تونس قبل وفاة الرئيس السابق الباجي قايد السيسي وتحديدا في 27 جوان 2019، ، عندما شهدت العاصمة التونسية عمليتين إرهابيتين وأصيب رئيس الجمهورية آنذاك الباجي قائد السبسي بوعكة صحية استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري. ويروي الناصر في كاتبه أنه كان يشكو في تلك الفترة من مشاكل صحية نتيجة ضغوط العمل، وأنه تلقى خبر وقوع عملية إرهابية من أحد أعوان الأمن الرئاسي وتلقى خبر تعرض الرئيس الباجي قايد السبسي لأزمة صحية من وزير الدفاع آنذاك عبد الكريم الزبيدي، والذي دعاه العودة إلى البرلمان في أسرع وقت ممكن فاستجاب للدعوة، مشيراً إلى أنّ معطيات تم تداولها في تلك الأثناء حول إمكانية الانقلاب على السبسي من خلال إعلان الشغور ليتولى رئيس الحكومة يوسف الشاهد منصب رئيس الجمهورية. واثار الكتاب الأسبوع الماضي ضجة واسعة، استدعى تدخل المسؤولين السابقين في البلاد من ذلك رئيس الحكومة الاسبق يوسف الشاهد و نائب رئيس البرلمان السابق عبد الفتاح مورو ووزير الدفاع الاسبق عبد الكريم الزبيدي، ناهيك عن نواب واعلاميين. و خرجت المحامية دليلة مصدق مبارك لتأكد في تصريح لاذاعة موزاييك بتاريخ 26 مارس 2021 ان وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي كان يعلم بمحاولة الانقلاب على الرئيس عن طريق المخابرات العسكرية و قالت المحامية ان النواب الداعمين ليوسف الشاهد و بالتعاون مع حركة النهضة قادوا محاولة الانقلاب لإعلان الشغور الوقتي لمنصب رئيس الجمهورية من اجل تكليف يوسف الشاهد . في المقابل، كذّب الزبيدي تصريحات مصدق، بالقول إنه لم يفوّض أحداً بالتحدث نيابة عنه، وإن كل تصريح أو موقف يلزم صاحبه، مؤكداً أنّه ليس ممن يتوارون وراء متحدثين باسمه، مردفاً: "قمت بواجبي خلال تعرض الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي للأزمة الصحية في تأمين سير دواليب الدولة، وقطع الطريق أمام المغامرين والمقامرين في كنف الاحترام التام للدستور". من جانبه، استغرب عبد الفتاح مورو من توقيت الحديث عن هذه المسألة، بعد مرور سنتين ونصف عنها، معتبرا أنّ ذلك امتداد للخلاف الحاصل بين رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، وهو كان في مرمى الأهداف، وأنّ هناك من يريد صنع بطولات على حسابه، في إطار التحضير للمستقبل، على حدّ تقديره. واستغرب مورو في تصريح اذاعي، خروج سيّدة في الاعلام للحديث باسم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ، ثمّ تنّكره لذلك وأنه لم يفوّض أي شخص للحديث باسمه، في تملّص من المسؤولية، مطالبا بفتح تحقيق في هذا الملف حتى يتم كشف الحقيقة، بحسب تعبيره واعتبر رئيس البرلمان السابق، أنّ الانقلاب كان في فكر الزبيدي فقط، مسائلا إياه عن سبب امتناعه الحديث عن ذلك حينها، ولماذا تم إثارة المسألة بعد مرور سنتين عن وقوعها، مؤكدا أنّ الزبيدي هو من يفكّر في الانقلاب بحديثه عن إرسال دبّابات إلى البرلمان، وبمنعه رئيس الحكومة الشاهد من زيارة رئيس الجمهورية، لأنه كان في اعتقاده أنه صاحب السلطة العامة آنذاك، مبينا أنه غالط محمد النّاصر بشأنه، وفق تصريحه. و عقّب رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد بدوره على الجدل الدائر بشأن "الخميس الأسود"، بالتأكيد لى ان اتهام رئيس البرلمان السابق محمد الناصر في كتابه الجديد للنواب بمحاولة الانقلاب على الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي فيه مغالطة مبنية على مجرد فرضية. وتابع الشاهد في تصريح لقناة "قرطاج +" انه يملك تسجيلا ينفي فيه وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ما صرّح به بخصوص محاولة الإنقلاب يوم 27 جوان 2019 تزامنا مع تعرّض السبسي لوعكة صحّية وحدوث عمليتين إرهابيتين في العاصمة. واشار امس الجمعة الى أنه سيقدّم قضية ضدّ المحامية دليلة مصدّق والسياسي رضا بالحاج، وذلك على خلفية تصريحاتهما التي قالا فيها إنه متهم بمحاولة الانقلاب يوم الخميس 27 جوان 2019. وأضاف الشاهد في سياق متصل، أنه لن يقدّم قضية ضدّ رئيس البرلمان السابق محمد الناصر الذي قال إن علاقته به جيّدة، داعيا إياه إلى ضرورة تقديم مزيد من التوضيحات بخصوص مذكّراته التي أصدرها مؤخّرا، مردفا بالقول "تقديم قضية بوزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي هو أمر مطروح أيضا" وفق تعبيره. واستنكر أعضاء حركة تحيا تونس و نواب الحركة خلال الفترة النيابية 2014-2019 ، ما جاء في مذكرات محمد الناصر على غرار سنية بالشيخ الامينة العامة لحركة تحيا تونس، و التي وصفت ما جاء في نص المذكرات ب :"مجرد استنتاجات و فرضية لا غير " مؤكدة ان يوسف الشاهد كان متواجدا بشارع الحبيب بورقيبة يوم الخميس الأسود نظرا لحصول عملية إرهابية في ذلك اليوم .