يلخّص الطبيب ذاكر لهيذب في قصّة رمزية هزلية نشرها على حسابه بموقع فايسبوك، مساء أمس 1 سبتمبر 2021، بدايات الأزمة السياسية في تونس، والمعالجة الخاطئة التي أقدم عليها قيس سعيد في ظل نشوة عامة بما حدث قد تقود إلى الهاوية، والمآل المفزع للمسار الجديد الذي يتميّز بالانفراد بالحكم مدعوما بتحريض أعمى على المضي فيه. يشبّه لهيذب الأزمة والمسار الحالي برحلة الحافلة السياحية التي هوت في منعرج الموت بمنطقة عين السنوسي بجهة عمدون التابعة لولاية باجة، التي راح ضحيتها أكثر من 25 شابا وشابة كانوا في رحلة ترفيهية. "ركبنا في كار مروحين لتونس. الكار طايبة شوية أما نظيفة والموتور يخرج في دخان أبيض، الأمور من وقت الّي خرجنا موش هاك الكل. الناس تقحر لبعضها ومكشبربن، أما الشيفور يظهر فيه ناس طيبة وولد عائلة. من الكيلومتر الأول فما أربعة كعبات بداو بالنبزيات والصياح. فما وحدة صوتها قوي تعيط، وواحد راجل كبير يجبد عليها بالمرتاح. احنا هكاكا في حدرة وبدا الضرب والشلابق والكف. عياط وزياط واكثر من الشطر موش فاهمين الحكاية أما يتفرجوا. زدنا قدمنا واحد من هاك البلابزية كلم جماعة من البرة وبدا الحجر يخيّط. هذا الكل وهاك الشوفير الناس طيبة يسوق في عقلو وحدة وحدة وما على بالو بحد. يمشي هاك الراجل الكبير دراش يقول للشيفور في وذنو وكان يعقل. عينيه حمارو وتلفت لتالي وطيش هاك الي كانوا يتعاركوا الكل من الكار وكمل طيشلهم قفافهم وفاليجاتهم وزاد خلط عليهم زوز يتبهنسوا وزوز نشالة وسكر الباب والشبابك ونده. فرحنا الحق والنساوين زغرطت وشخنا صيفت شيخة ما صارتش، الشطيح والمزود والعرق يجبد. عاد احنا هكاكة ما لقيت ما نعمل قلت ( هيا توا وين ماشيين؟) وتجيني عنقية من تالي وهاجوا عليا هاك يشطحوا الكل باش يفتقوني من بعضي، اش يهمك المفيد خرجنا جماعة المشاكل والشيفور ناس طيبة، سكر فمك يا اللي بيك والا أنت تابع الجماعة؟ سكت على روحي وقعدت في كرسي ونشوف في الثنية موش هيا! وماني ما نشعفش عاودت تكلمت، "يا معلم موش هاذي ثنية تونس وزيد الكار تمشي في العشرين في الساعة والدخان خارج أكحل". ونعاود ناكل عنقية أخرى وعنف لفظي، "تعرف خير من المعلم، تحبوا يقلك عل الثنية ووين ماشيين باش يفيقوا بينا الأعداء؟" باهي نحب نهبط لا البيبان مسكرة الشبابك مسكرة. باهي نحب نستريح لا طليت من الشباك نلقاها ثنيّة عمدون" .