يجري الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، منذ أيام سلسلة لقاءات تشاور مع قادة أبرز الأحزاب في بلاده، لبلورة "رؤية لضمان الحريات والانتقال السياسي". والتقى تبون مع رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) عبد الرزاق مقري، وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، وأمين إعلام جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي (الائتلاف الحاكم سابقا). وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأن "عبد الرزاق مقري قدم عدة اقتراحات في ملفات مختلفة (..) قائلا: نتمنى أن نتوصل لبلورة رؤية مشتركة فيما ينفع بلادنا ويضمن الحريات والانتقال السياسي". ودعا مقري إلى تحقيق التنمية الاقتصادية كضامن أساسي لاستقرار البلاد، والحفاظ عليه من التهديدات الدولية والإقليمية. بدوره قال الطيب زيتوني، إنه "جرى التطرق لعدة معطيات تمكن من تحقيق اقتصاد قوي يقود إلى بناء جبهة داخلية وطنية للحفاظ على الاستقرار". فيما أوضح أبو الفضل بعجي، أن "الحوار صريح وبناء، وفيه توافق كبير بين مواقف الرئيس ومواقف الأحزاب في مختلف القضايا محليا ودوليا"، حسب البيان ذاته. ومنذ أيام يتابع الجزائريون عرض رئيس الجمهورية ل"التوافق" و"فتح صفحة جديدة" مع المعارضة، عقب نشر وكالة الأنباء الرسمية، مقالا بشأن مبادرة في الأفق بشأن الأمر. وكانت وكالة الأنباء الجزائرية نشرت برقية غداة عيد الفطر المبارك أكدت فيها أن فلسفة الرئيس تبون الذي انتخب رئيسًا ضمن مبدأ التداول الحقيقي على السلطة وفي أعقاب حراك اجتماعي، لم تتغير قناعاته في ضرورة لم شمل الجزائريين جميعا، باعتباره مبدأ لا رجعة عنه. وقبل لقاءات الخميس الماضي، استقبل تبون أيضا الوزير السابق والناشط السياسي عبد العزيز رحابي، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، ورئيس حركة البناء الوطني (توجه إسلامي) عبد القادر بن قرينة، منافسه في الانتخابات الرئاسية، الذي حل في المرتبة الثانية. وقالت جريدة الشروق اليومي الجزائرية إنّ مبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بجمع شمل الجزائريين، بعنوان "اليد الممدودة" في ظل التحديات الداخلية والخارجية، حظيت حتّى الآن باصطفاف واسع للأحزاب الكبرى والتي أعرب قادتها، عقب الاستقبال الذي خصها به في إطار المشاورات السياسية، عن ثقتها الكبيرة في الإرادة القوية للرئيس في توحيد الصف الوطني. وقلت الصحيفة عن مصادر "جد موثوقة" أن رئيس الجمهورية سيواصل هذه الأيام استقبالات جولة الحوار الجديد الذي أطلقه عشية الاستعداد للذكرى الستين للاستقلال الوطني، موعد الكشف عن تفاصيل المبادرة. وذكر المصدر المطلع أن المشاورات ستأخذ هذه المرة شكلا عموديّا، ولن تستثني أحدا، لتمتدّ نزولا من قيادات الأحزاب السياسيّة الفاعلة والتشكيلات الحزبية الصغيرة الممثلة في المجالس المنتخبة محليّا، وتشمل أيضا رؤساء "المنظمات الجماهيرية" والجمعيات، فضلا عن رموز وطنيّة وشخصيات وازنة وذات تمثيل.