يعيش التونسيون، منذ مدة ، حالة من الترقب و الانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع بالبلاد.. "وين ماشية البلاد؟ ".."البلاد ما تركح كان كيف تجيء حكومة متاع 5 سنين".."البلاد تريض ما بعد الانتخابات"…هذا جزء مما يردده الشارع التونسي اليوم ، و يكفي أن نستعمل النقل العمومي ، حافلات أو مترو خفيف ، حتى نسمع آلاف المواقف التي تعبر عن ترقب التونسيون للاستقرار المنشود الذي سيحقق لهم الأمن و يحسن أوضاعهم الاقتصادية.. لكن ما يرموا إليه التونسيون يصطدم بواقع عنوانه الضبابية و عدم وضوح الرؤية بخصوص موعد إجراء الانتخابات و الخروج من "حالة المؤقت" التي سئمها التونسي.. فحالة "المؤقت" يجدها المواطن في الإدارة..و في القضاء..و في الأمن.. وكل شيء "مؤقت" حتى يأتي يخالف ذلك.. نسق عمل المجلس الوطني التأسيسي في ما يتعلق بالقانون الانتخابي..و تصريحات السبسي الأخيرة التي قال فيها أنه لا يمكن إجراء الانتخابات الآن.. و خطاب جزء من الإعلام الذي يروج لإدامة الوضع المؤقت و يشوش على المسار الانتخابي بافتعال "فرقعات" هنا و هناك..كل هذا يزيد من حالة القلق العام و ربما الغليان في صفوف المواطنين.. استقرار البلاد و تحسن الأوضاع الاقتصادية و الأمنية لن يتحقق إلا بحكومة و رئيس جمهورية و برلمان منتخب لمدة نيابية كاملة..كما أن "مغامرة" البعض.. و محاولة "اللعب" بالمرحلة الانتقالية الأخيرة و تعطيل أو "تجميد" المسار الانتخابي يمكن أن يدخل البلاد في دوامة و مسارات يصعب على تونس "المنهكة" تحمله . ابو آدم