الشاهد المنستير الأربعاء 3 مارس 2010 تاريخ ربما لا يعني الكثير لعموم التونسيين, لكنه يعني الكثير لسكان مدينة المنستير, أو على الأقل لبعضهم. في ذلك اليوم, قام عبد السلام تريمش بائع “البريك” المتجول بإضرام النار في نفسه أمام مقر بلدية المنستير في حادثة مشابهة لما حصل بعد أشهر مع محمد البوعزيزي الذي فجر موجة غضب عارمة أدت إلى سقوط عرش الدكتاتور بن علي الذي اعتلاه مدة 23 سنة. عبد السلام تريمش كان أحد ضحايا نظام السابع من نوفمبر الذي سرق أموال التونسيين و جوعهم و حرمهم أبسط مقومات العيش بل و طاردهم و منعهم حتى من كسب قوت يومهم بمنعهم من الانتصاب لحسابهم الخاص في الشارع مثل عبد السلام الذي كان يجول شوارع المنستير بعربته و يبيع البريك أو محمد البوعزيزي الذي يبيع الغلال. ربما لم تذكر ذاكرة التونسيين هبد السلام تريمش جيدا لأن نظام بن علي سرعان ما أحاط بالقضية و أطاح ببعض الرؤوس الصغيرة و قضى عليها في المهد قبل أن تتطور و تعيد سيناريو الحوض المنجمي في 2008 من جديد. هذا لم يمنع اندلاع المواجهات في بن قردان في نفس رمضان 2010 قبل أن تندلع ثورة 17 ديسمبر مفجرة ثورات الربيع العربي . كل هؤلاء ساهموا بشكل أو بآخر في قيام الثورة التونسية و مهدوا الطريق لها عبر تضحياتهم و نضالهم من أجل العيش الكريم و الكرامة و الحرية