– تونس قال وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي إنّ قضية سفر الشباب التونسي للجهاد في سوريا هي قضية مركبة ومعقدة لا تعني وزارة الشؤون الدينية فحسب إنّما تعني عدّة أطراف ومؤسسات أخرى على غرار الأسرة والمجتمع المدني والأحزاب والفعاليات والحكومة وحتّى المجلس التأسيسي، وذلك في إجابة عن السؤال الشفاهي الذي توجّه به النائب مهدي بن غربية للخادمي خلال الجلسة العامّة المنعقدة اليوم الخميس 09ماي 2013. واكّد أنّ وزارة الشؤون الدينية بيّنت موقفها من هذه القضية حيث أكّدت أنّ القضية السورية هي قضية وطنية داخلية تعني الشعب السوري الذي يناضل من أجل كرامته وحريته. أمّا بخصوص تحييد المساجد في تونس أشار الخادمي إلى أنّ ما زعم أو ما نسب إلى المساجد لا ينبغي من حيث العموم والإطلاق، مضيفا أنّ عددا قليلا من المساجد يعدّ بالعشرات قد أصيب كغيره من المؤسسات بحكم الثورة ببعض التجاوزات. وذكر وزير الشؤون الدينية بأنّ الوزارة أعدت استراتيجيا تتعلق بالمساجد، إضافة إلى دعوة الوزارة للأئمة والخطباء بضرورة تحييد المساجد والتأكيد للشباب على أنّ الجهاد يكون وطنيا من خلال بناء البلاد وفقا لمستحقات هذه الثورة على مستويات عدّة على غرار كتابة الدستور والمسار المدني والديمقراطي. واعتبر أنّ عمليات التعبئة والتجنيد ليست فقط ناشئة داخل هذه المساجد القليلة إنما لها جهات كثيرة في الداخل والخارج. وقال الوزير إنّ الشباب التونسي يتطلع لتحقيق كرامته ومستقبله ضمن الثورة مما يستوجب من الجميع وقفة حازمة والتصميم والحزم لإصلاح الوضع الذي آلت إليه البلاد نتيجة الفساد المتراكم لسنوات. وفي هذا السياق أشار نور الدين الخادمي إلى أنّ أغلب المساجد منتظمة ومستقرة وتؤدي وظيفتها الدينية والعبادية والتربوية والعلمية وهذه المسألة استقرت معرفيا ومنهجيا. وشدّد على أنّ ما تمر به بعض المساجد أمر عابر وطارئ، مؤكّدا أنّ تونس بلاد إسلامية، إسلامها حنيف تنفتح على المذاهب الأخرى دون أن يقدح في الأصل والسير نحو التعصب. وبيّن الخادمي أنّ الوزارة مصمّمة على أن يكون الشأن الديني شأنا وطنيا ينظر للشعب التونسي على أنه منظومة واحدة ويتماشى مع منطق الدولة ومع تونس التاريخ والحضارة. من ناحية أخرى لفت وزير الشؤون الدينية الانتباه إلى ضعف الوزارة تنظيميا وهيكليا وقانونيا وذلك من خلال افتقارها لفروع في جهات البلاد وضعف ميزانيتها، مع العلم أنّها تشرف على أكثر من 20ألف إمام وخطيب وتشرف على مراسم العمرة والحج وتتواصل مع الإعلام وتؤطر المتعلمين. وأضاف أنّ الوزارة هي الآن من أكثر الوزارات ابتلاء وضعفا وتقزيما من خلال تجفيف المنابع الدينية في العهد السابق. وبالنسبة لما يراج بشأن خطبه بجامع الفتح منذ سنتين أي قبل توليه الوزارة، قال الخادمي إنّ خطابه في جامع الفتح كان خطابا دينيا زيتونيا معتدلا وسطيا مدنيا وحضاريا. واعتبر وزير الشؤون الدينية أنّ الإرهاب عمل محرّم شرعا وممنوع قانونا وهو ظاهرة خطيرة يطالب الجميع بمعالجتها، مشدّدا على أنّ خطاب الإسلام يجب أن يجمّع لا أن يفرّق.