حتى وان كانت جريدة الصباح قديمة في صدورها مغمورة في علاقتها بالملفات الجادة نظرا لاحتكارها من طرف بورقيبة وبن علي وإخضاعها على مدى عقود من الزمن الى المحاور الهامشية كقضايا المحاكم والكرة وما تخشب من لغة السياسية ، حتى وان كان ذلك كذلك فانه لا يقبل من صحيفة محسوبة على تونس ان تستضيف على صفحاتها التي تطل منها على الشعب التونسي وتنتصب في شوارعه وأكشاكه ، شخصية ملبدة بالشكوك والهواجس مثل "انور مالك" وان تكن الصباح حديثة عهد بالانفتاح على العالم بعد عقود الكبت ولا تعرف الشئ الكثير عن هذه الشخصية فالأكيد انه كان بإمكانها الاستعانة بمحركات البحث على الشبكة العنكبوتية لتقف على بعض ملامح وتركيبة اللغة والمغزى التي يستعملها "مالك". الصباح استضافة الشخصية المشبوهة ومن على أعمدتها وصفت رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي بالشخصية الضعيفة المتقلبة والفوضوية وأضاف مالك ان المرزوقي "لم يكن من قبل الى مجرد ناشط حقوقي ولا يصلح للرئاسة وطالما كان يرغي ويزبد ..وعندما اتصلت به وطلبت منه التأنّي الى حين عودته قال لي حرفيا "هذه الفرصة لن أنالها أبدا في حياتي مرة أخرى.. سأكون مكان بن علي".. وعندما أصبح رئيسا كان أوّل رئيس يكتب كتابا وينشره في دولة أجنبية، كما كان أوّل رئيس يطلب من شعبه أن لا يتطاول على دولة أجنبية.. في كلمة الشعب التونسي ابتلي برئيس كالمرزوقي، وأنا أعرف عنه ما لا يعرفه أحد.." ، ولم تسلم حركة النهضة من هجمات هذا الشخص مثلما لم تكتفي الصباح بهذا بل طرحت في حوارها مع هذا الجزائري المقيم في الغرب أسئلة خاصة بالوضع الداخلي لتونس لا يمكن طرحها الا على شخصية تونسية متشبعة بالإحداث الوطنية ملمة بالواقع التونسي ، واي غرابة اكبر من طرح مثل هذه الاسئلة على شخصية من دولة اخرى ويعيش في قارة تفصل بينها وبين تونس آلاف الأميال . *عينة من الأسئلة المطروحة -هل تعتقد أن تونس لا تزال تعتبر "قصّة نجاح" للربيع العربي؟ -في اعتقادكم لماذا اختارت حركة النهضة أن تحكم من خلال الائتلاف؟ -في اعتقادكم لماذا اختارت حركة النهضة أن تحكم من خلال الائتلاف؟ -الظاهرة الإرهابية في تونس.. إذا أردت التعليق عليها ماذا تقول؟ -لكن هل حازت القاعدة موطئ قدم في تونس؟ -هل تتمّ في تقديركم عمليات تخزين للسلاح في بلادنا؟ -هل يمكن أن تشهد المدن التونسية عمليات تفجيرية؟ وما يحير الشارع الشارع التونسي هو فشل هذا النوع من الصحافة في الخروج من التردي حتى بعد ان وفر لها الشعب من خلال ثورته الفريدة أرضية صالحة للتصالح مع المهنية والأخلاق والمصداقية…حتى انور مالك الذائع الصيت في مجال..نال من تونس وثورتها ، لقد هزلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كل مفلس..!!