يقابل غدا الأربعاء الذكرى الثانية عشر لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة والتى تعد ثانى هجمة على أراضيها منذ القصف اليابانى لميناء بيرل هاربر بجزر هاواى إبان الحرب العالمية الثانية عام 1945. وتأتي ذكرى أحداث سبتمبر وسط أجواء تخيم عليها تهديدات بالحرب بمنطقة الشرق الأوسط، بعد إعلان أمريكا عن عزمها توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد ما اعتبرته استخداما من طرف نظام بشار الأسد لأسلحة كيميائيّة ضدّ شعبه. وبالعودة إلى أحداث يوم الثلاثاء 11 سبتمبر سنة 2001، تم تحويل المسارات الخاصة بأربع طائرات نقل مدنى من طراز بوينج 757، أصابت إحداها البرج الشمالى من أبراج مركز التجارة العالمى، أعقبها بدقائق طائرة آخرى اخترقت البرج الجنوبى، وبعد ما يقارب نصف الساعة تهاوت اجزاء من جدار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بجسم طائر يشتبه بكونه إحدى الطائرات المختطفة، فيما فشلت الرابعة فى الوصول لهدفها. وتسبب الحادث بمقتل وإصابة الآلاف من الأمريكيين المدنيين، وقد اتجهت أصابع الاتهام الأولى لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. ومثلت الهجمات صدمة للعالم أجمع ، وتباينت ردود الأفعال الدولية العربية والعالمية، واستنكرت العديد من الدول الأمر خاصا انه استهدف ما يقارب الثلاثة آلاف مدنى. رد فعل الإدارة الأمريكية لم يتأخّر كثيرا حيث كانت أحداث 11 سبتمبر من أكبر المبرّرات التي اعتمدت عليها الولايات المتّحدة لشنّ حربا على الإرهاب عالميا، فبدأت بأفغانستان وأسقطت نظام طالبان، من ثم قامت باستكمال حربها على العراق التى بدأتها عام 1991 وتمكّنت من دخول بغداد والقبض على صدّام حسين سنة 2003. ورغم مرور 12 عاما على أحداث تفجير البرجين، وسقوط طالبان أفغانستان، ونظام الرئيس الراحل صدام حسين، بالإضافة إلى مقتل أمير الجهاد الإسلامى أسامة بن لادن فى ماي 2011، ما زالت أمريكا متأهبة تشعر بالفزع وتظن أنها مهددة.