لم يكن لأحد ليتخيل أن يأتي يوم يصبح فيه الحديث عن المثليين أمرا متاحا و عاديا في مجتمع يُعرف بتحفظه و بقيمه الاسلامية التي تتنافى مع هذه الممارسات ، و لكن باب الحريات في تونس فُتح على مصراعيه لا ليسمح فقط بدخول تصرفات غير مألوفة و غريبة على الشعب التونسي بل ليسمح ايضا بدخول ما يُعرف بالممارسات " الشاذة" على غرار المثلية الجنسية التي تلاقي رفضا عارما من المجتمع التونسي . هذا و يعتزم المجلس الوطني للأئمة القيام بجميع التحركات والاحتجاجات السلمية المتاحة لحماية الأجيال القادمة من التطبيع مع " المثلية "، و قام الأئمة برفع قضية عاجلة لدى المحاكم المدنية لوقف نشاط جمعية "شمس" المدافعة عن المثليين مع إيقاف بث الإذاعة الخاصة بها. و أعلنت جمعية "شمس" ، المعنية بالدفاع عن حقوق المثليين في البلاد، عن إطلاقها محطة إذاعية تحت اسم "شمس راد" مخصصة لشوؤن المثليين في المجتمع التونسي، مشيرة إلى أنها تتلقى تمويلاً من السفارة الهولندية ، فيما زادت تصريحات المدير التنفيذي للجمعية، بوحديد بلهادي، من الغضب، عندما قال إن الراديو موجه للمثليين وللشعب التونسي بكافّة شرائحه. في المقابل شدّد الكاتب العام للمجلس النقابي الوطني للائمة وإطارات المساجد شهاب الدين تليش، خلال ندوة صحفية انعقدت بالعاصمة، على خطورة التطبيع مع الإنحلال، باعتبار أن الإعتراف بهذه الجمعية وإذاعتها، هو بمثابة الدفاع عن الشذوذ الجنسي واللواط والسحاق، على حد قوله، داعيا الدولة إلى إتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الاموال المشبوهة، وفق تعبيره. و أردف شهاب الدين تليش بالقول إن "السفارة الهولندية بتونس هي من تمول جمعية "شمس" (المدافعة عن حقوق المثليين في تونس)، وإطلاقها لإذاعة مؤخرا يشكل خطرا داهما على قيمنا وهويتنا الدينية والاجتماعية". كما أكد أمين مجلس الأئمة أن "نشاط هذه الجمعية لا علاقة له بالحرية المنصوص عليها في الدستور، لأن البند 145 من الدستور يعتبر أن التوطئة جزء من الدستور، وهي تنص بصريح العبارة على تمسك الشعب التونسي بتعاليم الإسلام ومقاصده، وبالتالي لا يمكن لعاقل أو مطلع على الدين الإسلامي أن يقبل بمخالفة ما يوجد إجماع على تحريمه واعتباره من أكبر المنكرات والذنوب". واعتبر أن وجود مثل هذه الجمعيات "سيكون له انعكاس سلبي على المجتمع التونسي، وقد يؤدي بالبلاد إلى التطرف. إننا ضد التطرف بجميع ألوانه، وضد الإرهاب، وضد الانحلال والتفسخ الأخلاقي أيضا، والأئمة التونسيون عازمون على القيام بجميع التحركات والاحتجاجات السلمية المتاحة لحماية الأجيال القادمة من هذه الممارسات الغريبة". يذكر أن جمعية "شمس" التي أحدثت في 18 ماي 2015 ، أطلقت يوم 11 ديسمبر الجاري إذاعة على شبكة الانترنات تعنى بقضايا ومشاكل المثليين في تونس. ولقيت جمعية "شمس" للمثليين، معارضة شديدة في تونس من قبل أغلب فئات المجتمع. وتعتبر المادة 230 من قانون العقوبات التونسي، أن المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون، بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.