وُلد بوفون يوم الثامن والعشرين من جانفي 1978 في كارارا الإيطالية، وفي عائلة رياضية، تعلّم تدريجياً حب كرة القدم، فوالدته ماريا ستيلا كانت رامية للقرص، فيما كان والده أدريانو بطلاً في رفع الأثقال، وشقيقتاه فيرونيكا وغويندالينا مثّلتا منتخب إيطاليا في الكرة الطائرة، أما خاله دانتي ماسوكو فكان لاعب كرة سلة ودافع عن ألوان المنتخب ولعب في الدرجة الإيطالية الأولى. ويتقدم بوفون في السنّ، لكنه يبقى دائماً كالجوهرة المشعّة بعد أن بلغ ال40 عاماً والذي يعتبر، في رأي قسمٍ كبير من نجوم هذه اللعبة ونقادها، الأفضل في التاريخ، لما قدّمه في الملاعب لسنوات طويلة، ومعه اليوم نعود لنستعرض بعض الومضات من مسيرته الزاخرة بالإنجازات، وكذلك الوفاء وبعض الأحزان. في عمر ال13 عاماً، التحق بوفون بأكاديمية بارما العريق، وهناك بدأ لعب كرة القدم في مركز خط الوسط، قبل أن يتحول للعب في حراسة المرمى، وتبدأ القصة رسمياً عام 1995 حين شارك على إثر إصابة الحراس في الفريق، ليصبح بعدها الرقم واحد هناك، فدافع عن ألوان بارما في 220 مباراة، وتُوج بثلاثة ألقاب: كأس إيطاليا والسوبر والدوري الأوروبي. بسبب تألقه مع بارما، استُدعي بوفون للمنتخب الإيطالي، وبينما كان جالساً على مقاعد البدلاء خلال مباراة صعبة في روسيا وسط تساقط كثيف للثلوج، تعرّض الحارس المخضرم جيانلوكا باليوكا للإصابة، مما زاد معاناة إيطاليا للتأهل إلى مونديال 1998، فأقدم تشيزاري مالديني على اتخاذ قرار تاريخي بإشارك بوفون صاحب ال19 عاماً، وبالفعل قدّم مباراة مميزة وبات على إثرها الرقم 1. يوم 3 جويلية 2001، انتقل بوفون إلى يوفنتوس، في حدثٍ تاريخي، حين بات أغلى حارس في العالم على مرّ الزمن، إذ دفع البيانكونيري 51.956 مليون يورو، لعلمه أن جيجي سيكون الخيار الأنسب له. وعاش بوفون في الفترة الأولى لحظات مميزة وأخرى صعبة، بداية توج بلقب الدوري الإيطالي مرتين وكذلك السوبر، لكنه خسر في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003 بركلات الترجيح، لكن الصدمة الأكبر كانت في موسمي 2004-2005 و2005-2006، أي قبل بطولة كأس العالم. دخلت الكرة الإيطالية في عام 2006، مع وصول كأس العالم، في إحدى أكبر الفضائح في تاريخها، بسبب تلاعب الأندية بالنتائج، وكان يوفنتوس المتضرر الأكبر، حيث تم إسقاطه للدرجة الثانية. ورغم تأثر اللاعبين بالمنتخب بذلك، استطاع الأتزوري بقيادة مارتشيلو ليبي الخروج من الأزمة وقاده إلى تحقيق اللقب على حساب منتخب فرنسا، حينها تألق بوفون أمام زين الدين زيدان، ليقود بلاده بركلات الترجيح إلى حمل النجمة الرابعة. عاش بوفون أصهب أيّامه في 2017 عندما عجز المنتخب الإيطالي عن الترشّح لمونديال روسيا 2018 ليعيش لحظات صعبة حيث شهدت صوره وهو يذرف الدمع بعد نهاية مباراة "البراج" بين إيطاليا والسويد. توّج بوفون طيلة مسيرته بعديد الألقاب حيث توّج بالبطولة الإيطالية 8 مناسبات وكأس إيطاليا في 4 مرات وكأس السوبر الإيطالي في 6 مرات والدوري الأوروبي مرّة واحدة في 1999 مع فريق بارما وتوّج بكل الجوائز الفردية الممكنة عدى الكرة الذهبية.