أضحت الإعتصامات و بحسب منطق النقابات ورقة ضغط تستغلها المنظمات النقابية لمقايضة الحكومة التي اصبحت ترضخ لمنطق القوة ومستعدة لخلق الاف مواطن الشغل في الشركات النفطية وذلك شراء للسلم الاجتماعي وكسبا لودّ النقابات تحت شعار "البقاء للأقوي". وقرّرت النقابات الاساسية للإطارات العليا والوسطى والأعوان بشركة فسفاط قفصة تعليق العمل بالمقرّ الاجتماعي للشركة بقفصة، بداية من الخميس 8 فيفري الجاري، احتجاجا على الشّلل التامّ الذي يطال نشاط قطاع الفسفاط بالجهة منذ أكثر من أسبوعين" واستنكارا ل"صمت" السلطات الجهوية والمركزية إزاء الوضعية الصعبة التي تمرّ بها شركة فسفاط قفصة، حسب ما صرّح به الكاتب العام للنقابة الاساسية للاطارات العليا بالشركة، أحمد ناصري، اليوم ثلاثاء. وتحمّل هذه النقابات، في بيان أصدرته، الاثنين، السلط الجهوية والمركزية المسؤولية التامّة في تعميق الازمة التي تعيشها شركة فسفاط قفصة والجهة طيلة السنوات الاخيرة باتخاذ حلول استعجالية وترقيعية، وفق ما جاء في نصّ البيان. وتعمّ احتجاجات واعتصامات واسعة النطاق مناطق إنتاج الفسفاط بالمتلوي، والمظيلة، وأم العرائس، والرديف، حيث توقفت كلّ أنشطة إستخراج الفسفاط الخام وإنتاج الفسفاط التجاري . ونبّهت هذه النقابات الراجعة بالنظر الى الاتحاد العام التونسي للشغل مما اعتبرته الوضعية الصعبة التي تمرّ بها شركة فسفاط قفصة التي قد تؤدّي إلى انهيارها المالي وانعكاسات ذلك على أعوان الشركة . وطالبت هذه النقابات بحلول ناجعة للاشكاليات التي تعرفها الشركة والجهة وب "فكّ الحصار على قطاع الفسفاط بمناطق الحوض المنجمي " بسبب الاعتصامات المتواصلة والصدّ عن العمل الذي نتج عنه شلل تام لمختلف وحدات الانتاج بما أصبح يهدّد الشركة وفروعها بالانهيار. يذكر أنّ الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي عبر عن أمله في توقّف الإضرابات بالبلاد،شريطة توفّر المناخ الاجتماعي الملائم لذلك، داعيا منظمة الأعراف والوزارات المعنية إلى إرساء منوال حوار اجتماعي جديد يكرس مقومات العمل اللائق والإنتاج. وقال "نحن مع اضراب عام ضدّ الاضرابات ولكننا أيضا مع الاضرابات ضدّ من لا يضمنون حقوق العمال، الاضراب ليس غاية في حدّ ذاته بل هو وسيلة للمطالبة بالحقوق"وأكّد الطبوبي أنّ تونس لم تعد تحتمل أي توترات، وهي في حاجة الى دفع عجلة التنمية، وفق تعبيره.