فوضى عارمة طغت على مجلس نواب الشعب اليومين الماضيين ، بعد التعقيب المثير للجدل الذي بدر عن رئيس البرلمان محمد الناصر الذي حذر من عدم التعرض إلى رئيسي الحكومة والجمهورية ، إثر تحميلهما مسؤولية اعتماد سياسة التهميش في عدد من المناطق المنسية. وقد أثار تدخل محمد الناصر لقطع كلمة أيمن العلوي النائب عن «الجبهة الشعبية» بلبلة، إثر اتهامه لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة بالتسبب في مقتل طفلتين حرقا في مبيت مدرسة إعدادية في مدينة «تالة» التابعة لولاية «القصرين» بسبب «سياستهما» القائمة على الاستمرار في تهميش المناطق المحرومة، حيث طالب الناصر النائب أيمن العلوي بعدم التطرق إلى رئيسي الجمهورية والحكومة. قرار الناصر أثار فوضى كبيرة داخل البرلمان، حيث قال أحمد الصدّيق رئيس كتلة الجبهة الشعبية مخاطبا الناصر «يؤسفني إعلامكم أن ملاحظتكم بخصوص ذكر الأسماء ليست في محلها إطلاقا لأنه يجوز للنائب أن يسائل الوزير بصفته وأن يذكر اسمه وفعله فيدينه أو يشكره». وأضاف «ما وقع في تالة يتحمل مسؤوليته السياسية رئيس الحكومة ووزير التربية». وشن الجيلاني الهمامي هجوما شديد اللهجة على الناصر، حيث اتهمه ب«تجاوز صلاحياته» وتجاوز النظام الداخلي للبرلمان و«أخلاقيات» النظام الديمقراطي . كما أشار إلى أنه ليس من حق رئيس البرلمان التدخل في مداخلة النائب وإملاء ما يجب أن يقوله عليه، مشيرا إلى أن ما جرى في تالة هو «مسؤولية رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير التربية». وتابع مخاطبا الناصر «تريد الرجوع بنا إلى برلمان العهد السابق الذي عشت فيه أنت وتعرف ثقافته وأخلاقه، أنت مخطئ في حساباتك، في هذا البرلمان من حق كل نائب أن يتحدث بحرية ويحمل ما يجري في البلاد للمسؤول عليه بدون تحامل». ووجه «شتائم» للناصر وحذره من التدخل مستقبلا في مداخلات النواب. وتسبب حريق اندلع الإثنين في مبيت لمدرسة إعدادية في مدينة تالة بوفاة الطفلتين رحمة السعيدي وسرور هيشري وإصابة سبع أخريات بحروق متفاوتة، وهو ما دفع سكان المدينة إلى تنظيم إضراب عام تم خلاله إغلاق المؤسسات التعليمية والمطالبة بإقالة وزير التربية.