توقّفت دول الحصار عن دولة قطر أمام مسألة الرياضة حيث وجدت صعوبات وعقد تمنعها من تخطّي حاجز القوانين الدولية ففي هذا العالم يمكن لأي دولة خاصة إن كانت نافذة ان تقوم بتجاوزات في مجالات عديدة مثل السياسة والرياضة وحقوق الإنسان وحتى تجاوز حدود الدول الأخرى والتدخّل في شأنها ولكن قد تقف عاجرة امام الشأن الرياضي المحصّن كما يجب من المنظمات الرياضية العالمية والتي تمنع التداخل بين السياسي والرياضي. ويعتزم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التحقيق مع الدول المحاصرة لقطر التي ستستضيف كأس العالم 2022، وذلك على أثر الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات، "بسبب الخلط بين السياسة والرياضة" في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير "قلق" فيفا. وعبّرت ال"فيفا" عن قلقها إزاء التسييس المتزايد من السعودية والإمارات على الجهة المنظمة لمونديال قطر، من خلال الحصار المفروض عليها، وكذلك بسبب خلط السياسة بالرياضة؛ وهو ما قد يعرض السعودية ومنتخبها المشارك في كأس العالم 2018 لخطر العقوبات. وأشارت الصحيفة في خبرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أن فيفا يراقب ما يحدث في الأشهر الأخيرة تجاه الدولة المستضيفة للمونديال، ويمكنه التدخل قريباً بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، وتوجيه تحذير للدول المحاصرة، مشيرة إلى أن الهيئة المسؤولة عن كرة القدم في العالم قد تجتمع مع تلك الدول في وقت قريب، كما حدث مع بيرو وإسبانيا أخيراً. ويشعر "فيفا" بقلق شديد من تزايد "تسييس كرة القدم" بسبب الدور الذي تقوم به السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد قطر منذ بداية الحصار المفروض على الدوحة منذ جوان الماضي. وتطرقت الصحيفة إلى ما حدث أخيراً في بطولة كأس الخليج في شهر ديسمبر الماضي، التي شاركت فيها ثمانية منتخبات من المنطقة. وأشارت "آس" إلى أن قطر منحت الكويت حق تنظيم البطولة لدورها كوسيط في حل الأزمة الخليجية، كاشفة أن الفيفا والاتحاد الآسيوي تلقّيا نسخاً من وسائل تحريضية ضد لاعبين قطريين وفرق قطرية، تسعى إلى خلق مناخ من التحريض على العنف خلال كأس الخليج بالكويت ورصد مكافآت مالية كبيرة لتشجيع البحرين على هزيمة القطريين. كذلك تطرقت إلى الحديث عن رفض فرق السعودية والإمارات للّعب في قطر أو العكس عبر استقبال الفرق القطرية على أراضيها في دوري أبطال آسيا، وهو ما دفع الاتحاد الآسيوي إلى تصحيح الأمور بسرعة كبيرة وتحذير البلدين بفرض عقوبات، لأن ذلك لا يعد احتراماً لقواعد المسابقة. وكان فريق الغرافة القطري قد تعرض لمضايقات كبيرة أثناء رحلة سفره من الدوحة إلى أبو ظبي مروراً بسلطنة عُمان لخوض مباراته، الأسبوع الماضي، أمام نادي الجزيرة في البطولة الآسيوية، بعدما استغرقت رحلته أكثر من ثماني ساعات بحجة سوء الأحوال الجوية، لكن الأمر لم يكن مقنعاً بالنسبة إلى النادي القطري، لأن عدداً كبيراً من الرحلات الجوية إلى مطار أبو ظبي لم تتعرض لأي تأخير أو تأجيل في الوقت ذاته. وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد خاطب في وقت سابق أطراف اللعبة على أن تحترم مبادئ الحياد السياسي خلال تلك المرحلة. وشدد الاتحاد الآسيوي في بيانه على أن هذا المبدأ يعتبر الحجر الأساسي بالنسبة له وللحركة الرياضية العالمية، وهو ما ينعكس في المادة 3.2 من النظام الأساسي في الاتحاد التي تنص على أن: "الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حيادي في جميع الأمور السياسية والدينية". وشددت الرسالة التي وجهها الاتحاد للدول المنتسبة له على أن الاتحادات الوطنية الأعضاء يجب أن تلتزم بالمادة 14.4 والتي تقول: "الاتحادات الوطنية الأعضاء يجب أن تدير شؤونها باستقلالية ودون تدخل من أطراف أخرى". وأوضحت الرسالة: "يطالب الاتحاد الآسيوي أطراف اللعبة أن تحترم المبادئ الأساسية في المستقبل، وفي هذا الشأن فإن الاتحاد يشدد على المادة السادسة من النظام الأساسي، والتي تنص: "كل شخص ومنظمة ملتزم بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا النظام الأساسي، يجب أن يحترم النظام وأي تعليمات وتوجيهات وقرارات أخرى صادرة عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم". وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم قد قام بالخطوة نفسها ليضع حداً لتجاوزات بعض الأندية المصرية، التي أصرت على مقاطعة قنوات "بي إن سبورتس" القطرية بكل الوسائل والطرق، وحذر الاتحاد القاري للعبة الأندية من تكرار مثل هذه الممارسات. وأصدر الاتحاد الأفريقي بياناً قال فيه: "من ضمن المبادئ والقيم الأساسية للحركة الأولمبية، تلبية حاجة الجميع للرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، وعلى اللاعبين والأندية والاتحادات الوطنية احترام الحيادية والاستقلالية، خاصة على المستوى السياسي في إطار شبكة عمل الأحداث الرياضية التي يشاركون بها". وتابع البيان الذي أصدره الاتحاد الأفريقي ونشره على موقعه الرسمي: "ضمان احترام هذه المبادئ من الحيادية والاستقلالية جزء من المهام القانونية لكل من "كاف" و"فيفا"، وكذلك من ضمن التزامات الاتحادات الأعضاء.