يسعى حزب نداء تونس منذ فترة إلى تسويق صورة طبيعية للحزب في محاولة لتغطية جزء من حقيقة صراعاته الداخلية التي كشفت مفارقة كبيرة بين ما يتمّ التسويق له و بين واقع الحزب، خاصة أن متابعين للشأن السياسي أثاروا سابقا إمكانية فقدان النداء تصدره للمشهد السياسي في تونس عقب الانشقاقات التي عصفت به خلال السنوات القليلة الماضية وأدت إلى انقسامه أكثر من مرة. ومن فرط خوفه من فقدان وزنه، يسارع الحزب الى التهجم على حركة النهضة وهي شريكه الأول في الحكم، لو لم يفك ارتباطه بها قبيل موعد الانتخابات البلدية، سعيا منه الى إحياء صورته الأولى، حتى أن إحدى قياداته فاطمة الحطاب أقسمت على رفع قضية ضدها بسبب ما اعتبرته تجاوزا في تقديم قائمة انتخابية. ونشرت الحطاب تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ذكرت فيها حصول خرق للقانون من قبل فرع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالقيروان بقبولها مرشحا عن حركة النهضة بعد غلق مكتب قبول الترشحات أي بعد السادسة مساء. وقالت إنه سيتم رفع قضية في الغرض "وأن الحركة ستطلب تغيير رئيس الهيئة جهويا وستطعن فيها كما سنقوم بالتقاضي لإسقاط القائمة لتعدد المخالفات وانعدام شروط الترشح وخرق القانون، وأقسمت بذلك. في المقابل، أكد رئيس اللجنة القانونية لنداء تونس مراد دلش في تصريح ل"الشاهد"، أن الحركة لن تقاضي حركة النهضة، بل ستقاضي الهيئة الفرعية للانتخابت بالقيروان في حال لم تقضي بعدم قانونية قائمة حركة النهضة. وأضاف دلش أن حزبه سيتابع عملية البت في القائمات الانتخابية الى غاية 1 مارس المتعلقة بقائماته ال350 وبالمتعلقة ببقية الاحزاب بما فيها حركة النهضة، وأنه سيتوجه الى القضاء الاداري إذا لم تعتبر هيئة الانتخابات خروقات بعض القائمات الثابتة في اشارة الى حركة النهضة تبطل القائمة. من جهته، أكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بافون أنّه لن يتم اسقاط القائمة المعنية بالاشكال المسجّل أمس في القيروان، حتى وإن ثبت تغيير اسم رئيسها بعد الوقت الإداري القانوني، باعتبار أنّ القانون يسمح بادراج أسماء للقائمة المعنية من القائمة التكميلية . هذا ونشر أحد قيادات نداء تونس صابر عبيد منشورا اخر تباهى فيه باتمام حزبه د ايداع 350 قائمة في كل الدوائر مثلما وعد الحزب، واعتبره أقوى رد على من قالوا ان النداء اصبح فقط ظاهرة صوتية حسب نص التدوينة. وأكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رياض بوحوش أن عددا من الاحزاب لم تحترم مبدأ التناصف الأفقي في رؤساء قائماتها المترشّحة للانتخابات البلدية وأخرى لم تحترم المبدأ المذكور من بينها حركة نداء تونس وحركة النهضة. ويحذر مراقبون من تراجع نداء تونس على حساب حركة النهضة في الانتخابات المحلية المقبلة لتكون الحزب الأول المرشح للفوز في هذا الاستحقاق، ورأى هؤلاء أن النداء مضطر إلى إعادة ترتيب حساباته السياسية والبحث عن تحالفات جديدة للحد من نفوذ النهضة التي تحولت من حليفة في الحكم إلى منافسة له. يأتي ذلك في ظل ما مر به الحزب من عراقيل في تقديم قائماتها، وفي ايجاد التوازن بين مكوناتها واقناع قواعده حيث أكدت مصادر إعلامية ان مكاتب جهوية منتمية للنداء دعت الى خلق(قائمات موازية ) في كل الجهات لمنافسة الحزب و بحسب نفس المصادر فان ذلك حصل بعد ان عجزت القيادات الوطنية في كسب ثقة مناضلي الجهات ، الذين اعتبروا ان الحزب فقد زخمه الشعبي وهيبة هياكله وفاعليتها حيث أصبح نشاطه سطحيا بلا عمق شعبي ولا حركية نضالية بتوجهاته وخططه. وقد هدّد بعض أعضاء المكتب الجهوي لنداء تونس بصفاقس 2 بالاستقالة الجماعية بسبب ما اعبتروه «تدخّلا» في قائمات الجهة دون استشارتهم وتشكيل قيادات من الحزب لقائمات موازية. وكان النائب عن الحزب حسام بونني المنتخب عن دائرة نابل1 قد أعلن استقالته من الكتلة البرلمانية للنداء وتعليق نشاطه الحزبي بعد ان وضعه حزبه دون علمه على رأس قائمته في الانتخابات البلدية المقبلة عن بلدية منزل تميم. وأرجع بونني في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك سبب ذلك ل"تنصيبه على رأس إحدى قائمات حزبه الانتخابية (قائمة منزل تميم) دون استشارته أو إعلامه مسبقا".