تعيش الساحة السياسية في تونس شدّا وجذبا متواصلين بين الاطراف السياسية والأحزاب المتنافسة فيما بينها ، بيد أن عددا من الأطراف تعدّت المفهوم الحضاري للمنافسة لتتجه نحو سياسة تشويه وشيطنة المنافسة . ومع اقتراب معركة الانتخابات البلدية المرتقبة والمقرر إجراؤها في 6 ماي القادم، كثفت عدد من الأحزاب السياسية من اعتماد سلاح الشيطنة تجاه حزب حركة النهضة في خطوة لضربه وتشويهه .. وقد أثارت تصريحات أدلى بها القيادي بنداء تونس عبد العزيز القطي الكثير من الجدل على الساحة السياسية ، حيث قال في حديث مع صحيفة المغرب ان : "فوز النهضة في الانتخابات البلدية خطر على البلاد" . و أطنب القطي في انتقاد النهضة مؤكدا انه اذا ما فازت في الانتخابات البلدية فإن ذلك كارثة . كما اعتبر القيادي في نداء تونس أن التنافس في الانتخابات البلدية سيكون بين مشروعين "المشروع الوطني المدني الديمقراطي الحداثي ومشروع الاسلام السياسي ، على قاعدة التنافس الديمقراطي الشريف" و اضاف أن "خطر الاسلام في دولة مدنية مثل تونس مازال قائما " ، مشيرا إلى أن ممثل هذا التوجه هي حركة النهضة " التي رغم محاولات نفي ذلك او المراجعات التي تحاول أن تقوم بها ، فإن الخطر قائم ولا يمكن الاطمئنان نهائيا لها " . و شدد على ضرورة أن يتم التصدي للإسلام السياسي بصندوق الاقتراع وتقليص تأثيره على المشهد . و قال إن هناك خطرا في صورة فوز حركة النهضة بالانتخابات البلدية باعتبار أن الفوز يعني لها التّمكين، و فق اصطلاحها ، مشيرا في المقابل الى ان نداء تونس " أنقذ تونس منذ نشأته بإحداثه للتوازن السياسي والتصدي لكل الانحرافات وكان صمام الأمان لإنقاذ تونس على مستوى الأمني بضرب الإرهاب في الصميم وإرجاع صورة تونس على المستوى الدبلوماسية الدولية بفضل خبرة الباجي قائد السبسي الذي يحاول ان ينقذ البلاد على المستوى الاقتصادي بعد حصيلة سنوات كارثية " . وفي رده على ذلك، قال المتحدث بإسم حركة النهضة عماد الخميري ، في تصريح ل"آخر خبر أونلاين" ان " في نداء تونس بعض الأصوات تُريد أن تسترجع خطابا قديما يمكن أن يؤثّر في الناس لو قيل في 2014، معبرا عن اعتقاده بأن تونس تغيرت خلال هذه ال 4 سنوات (2014 الى 2018) . واعتبر الخميري أن التونسيين أصبحوا يُدركون مطالبهم الحقيقية التي لا تتعلق بالاختلاف الايديولوجي والعقائدي و إنما تتعلّق ببرامج تفيد التونسيين في حياتهم وتحسين أوضاع بلدياتهم وأوضاع مدنهم، مضيفا " أعتقد أن من سيعتمد هذه الاستراتيجية سيكون مخطئا". و أكد أن اللحظة تقتضي الآن أن يكون هناك تنافس في الانتخابات البلدية، باعتبار أن الد҅يمقراطية في جوهرها مبنية على التنافس، مستدركا "لكن التنافس يكون على قاعدة البرامج التي تهم التونسيين". وشدد الخميري أن النهضة شريك في الحكم وعنصر استقرار سياسي واجتماعي في البلاد وعامل من عوامل نجاح الانتقال الديمقراطي في البلاد، إضافة إلى أنها عنصر من عناصر نجاح التجربة التونسية، معتبرا العودة للمربع الايديولوجي للتنافس تم الحسم فيه بدستور 2014.