جدل واسع يطفح خلال الفترات الأخيرة إثر تداول تقارير إعلامية تكشف ان هناك مخططا إماراتيا يعمل على تشكيل «دويلة» في الجنوب تابعة لأبوظبي تمهيداً لإعلان انفصالها لاحقاً عن الدولة الليبية، في خطوة لتكرار سيناريو جنوب اليمن في ليبيا . و قد فسرت التقارير الاعلامية ذلك من خلال ما كشفته التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس قبائل فزان حول تحركات لرئيس الوزراء الأسبق علي زيدان، وعملية «فرض القانون» التي أطلقها لواء الجيش الليبي المتقاعد خليفة حفتر. وقد كشف رئيس المجلس الأعلى لقبائل فزان علي مصباح أبو سبيحة قبل أيام عن جهود كبيرة يقوم بها رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان الذي يحظى بدعم الإمارات منذ ثلاثة أشهر بهدف إقناع قبائل الجنوب بتشكيل حكومة يرأسها هو داخل منطقة «فزان». و أشار أبو سبيحة إلى أنه حاول «إغراء» قبائل المنطقة بوعود كبيرة ومشروعات عملاقة ستمولها أبوظبي هناك، لافاتا في المقابل الى أن جهود زيدان باءت جميعها بالفشل، حيث رفضت جميع القبائل في المنطقة المشروع الذي جاء به. و أشار رئيس المجلس الأعلى للقبيلة ، في هذا الصدد، إلى أن الليبيين لن يصدّقوا شخصاً تداول على عدة مناصب في المجلس الانتقالي والمؤتمر الوطني، كما قاد حكومة تبلغ ميزانيتها حوالي 38 مليار دولار، ومع ذلك لم يقم بأية مشاريع في منطقة فزان . و تأتي هذه التصريحات تزامنا مع إعلان حفتر المعروف بقربه من الإمارات، انطلاق عملية «فرض القانون» في الجنوب الليبي، حيث تشير بعض المصادر إلى أن حفتر سيخوض حربا جديدة تشبه الحرب التي خاضها للسيطرة على الهلال النفطي العام الماضي، عبر التركيز على الغارات الجوية بشكل مكثف وخاصة في ظل عدم وجود قبائل مؤيدة له في الجنوب. كما تؤكد هذه المصادر مشاركة الطيران المصري والفرنسي في هذه العمليات تبعاً لمصالح الدولتين الساعيتين لوجود أكبر في المنطقة، وخاصة فرنسا التي يبدو أن لديها اتفاقا «ضمنيا» مع أبوظبي يقضي بتهيئة الأجواء لمشروع التقسيم. وتزامن ذلك مع تصريحات حديثة تكشف استغلال أموال النظام الليبي السابق المجمدة في الإمارات، وتوقع تمويل المشروع من هذه الاموال. و يرجح متابعو الشأن الليبي أن سعي الامارات لفصل الجنوب الليبي عن الدولة الليبية هو أن الجنوب الليبي يزخر بثروات هائلة من النفط والغاز، حيث يوجد حقل «الشرارة» الذي تستغله شركة إيني الإيطالية حاليا، فضلاً عن مخزون كبير من الذهب واليورانيوم في المثلث الحدودي المجاور لكل من تشاد والنيجر. وبذلك يتساوى الجنوب الليبي في الأهمية مع جنوب اليمن الذي تدعم أبوظبي بعض المجموعات المطالبة بانفصاله عن اليمن من قبيل ما يُسمّى ب«المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي تشكل قبل أقل من عام، حيث يمتلك الجنوب حوالي 70 في المئة من ثروة اليمن، المتمثلة في الثروات الباطنية كالنفط والغاز والذهب وعدد من المعادن الأخرى، فضلاً عن امتلاكه لأهم ميناء في اليمن (عدن) والذي يعتبر عصب الحياة في اليمن.