"جوّ مشحون بين يوسف الشاهد و نداء تونس" هذا ما لفتت إليه جلّ الوسائل الإعلامية ، اذ ان المعركة بين النفيرين تحولت من معركة في الخفاء إلى معركة في العلن ، بطليِْها كلّ من رئيس الحكومة يوسف الشاهدد و المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي ، فالحزب يود التخلص من الشاهد باي طريقة كانت ، ما عدى الطريقة التي قد تُعبّد طريقه نحو الرئاسيات ، فأي قرار غير مدروس النتائج قد تكون عقوباته وخيمة على حزب ، ليجد نداء تونس نفسه في موقف محرج و محاصر بين قرار التخلص من رئيس الحكومة الحالي الذي نجح في كسب شعبية عبر (حربه على الفساد) و بين الصمت على التحركات المتمردة التي يقوم بها الشاهد ، من ذلك اعتقال مقربين من النداء و تعنته بشأن التحوير الوزاري ، الذي يعد مطلبا غير معلن للنداء . سبب اخر قد يدفع بنداء تونس للاسراع في وتيرة التحرك للخلاص من الشاهد ، من ذلك التهرب من التبعات التي قد تترتب عن سوء إدارة معظم الملفات الحارقة و تحميلها ليوسف الشاهد لوحده ، و برحيله سيتخلص الحزب من كمّ العتابات و الانتقادات الموجهة اليه باعتباره الحزب الحاكم ، كذلك يرغب نداء تونس ايضا و من وراء هذه الخطوة، في استرضاء قيادات مؤثرة من الصف الثاني الذي يضم، رجال أعمال موالين لهذا الحزب، علاوة على بعض الحلفاء الغاضبين من منهجية عمل يوسف الشاهد .. و من خلال الاطاحة به سيعمل نداء تونس على إعادة جميع خصومه إلى العمل تحت راية الحزب الذي يعتبر هذه الانتخابات مفصلية في تاريخه. وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي، مختار الدبابي، ل"أصوات مغاربية"، إن حزب نداء تونس، الذي يقود حكومة الوحدة الوطنية، ويرأسه شرفيا رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، يريد التخلّص من الشاهد وتحميله مسؤولية سوء إدارة معظم الملفات الحارقة. نداء تونس يرغب أيضا من وراء هذه الخطوة، وفقا للدبابي، في استرضاء قيادات مؤثرة من الصف الثاني الذي يضم، وفق قوله، رجال أعمال موالين لهذا الحزب، علاوة على بعض الحلفاء الغاضبين من منهجية عمل يوسف الشاهد. ومن شأن الإطاحة بالشاهد، يقول الدبابي، إعادة جميع خصومه إلى العمل تحت راية الحزب الذي يعتبر هذه الانتخابات مفصلية في تاريخه. وتشهد الساحة السياسية التونسية، أخيراً، تصاعداً في الحرب الكلامية بشأن مصير حكومة يوسف الشاهد، أبرزها بين الأمين العام لمنظمة الاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، والشخصيات الحزبية والحكومية الرافضة لمقترحاته بخصوص التغيير الحكومي ومع الشاهد نفسه. وكان الطبوبي اعتبر، في تصريح إذاعي بعد اجتماع بشأن وثيقة قرطاج، أن "الحكومة اليوم تعاني العديد من المكبلات، وهي تعتبر بذلك حكومة تصريف أعمال، والفريق الحكومي يتحمل المسؤولية بما أنه يقود البلاد. النجاح والفشل ينسب إلى ربان السفينة". وأضاف الطبوبي، في تصريحات خلال الأيام الماضية، أن التغيير الحكومي سيتم قريباً و"هناك عملية جراحية من المفروض أن تتم اليوم قبل الغد. إن المنظمات الوطنية مجمعة على هذا الاقتراح، في حين يوجد حزب واحد يعتبر أن الأولوية اليوم للانتخابات البلدية التي ستجرى في 6 ماي المقبل، ويدعم بقاء الحكومة الحالية إلى ذلك الموعد". ورأى الطبوبي أنّ "المرحلة الحالية تقتضي ضخ دماء جديدة في أجهزة الدولة، من قبل هامات سياسية محنكة، لتجاوز المعوقات المحيطة بالبلاد، لعل أبرزها الجانب الاقتصادي". رئيس الحكومة يوسف الشاهد ، سارع من جانبه في الرد على الامين العام لاتحاد الشغل ، و قال في تصريحات إعلامية إنّ "الاتحاد العام التونسي للشغل أول من يعلم أن هذه الحكومة طرحت الإصلاحات الجوهرية في الوظيفة العمومية وفي كتلة الأجور الاقتصادية، وقامت بإصلاحات في المؤسسات العمومية"، مؤكدا على مضي حكومته في خدمة البلاد والتونسيين رغم كل الانتقادات.