يعيش المشهد السياسي خلال الفترات الأخيرة على وقع طفرة من التصريحات والتصريحات المضادة ، الطاعنة في حملة حكومة الوحدة الوطنية على الفساد والمشككة في جهودها الرامية إلى التصدي إليه.. وقد تجلى بالمكشوف ان الغاية منها فقط ضرب حكومة يوسف الشاهد وطعنها في أبرز ملف عملت عليه وقدّمته على جلّ أولوياتها. وفي خضم هذا الشأن ، شدد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الجمعة 23 مارس 2018 ، في خطاب أمام البرلمان على أنه يرفض أن يكون "شاهد زور" على ما يحدث، مضيفا: "سأواصل الحرب على الفساد وعلى الفاسدين، وسأقوم بالإصلاحات الكبرى التي وعدت بها مادمت على رأس حكومة الوحدة الوطنية". و رغم الانتقادات التي تعرض لها مؤخرا، بدا الشاهد واثقا من نفسه خلال القاء خطابه تحت قبة باردو ، مؤكدا انه سيواصل العمل بكل ما أوتي له من جهد حتى لو اضطر الى خسارة منصبه ، مشيرا الى "لوبيات الفساد التي تهدد حكومته عبر زرع الفتن بين مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم الاتحاد العام التونسي للشغل". وأكد الشاهد ، خلال الجلسة التي جاءت في ظل تنامي المطالب بتغييره هو والفريق الحكومي ، أن حكومته "ملتزمة بالمسار الديمقراطي أمام الشعب التونسي، بقدر التزامها بمواصلة عملها على تطبيق محاور اتفاق قرطاج، ولا يقلقها النقد والتقييم، بل بالعكس، من حق التونسيين بعد عام ونصف أن يطلعوا على تقييم حقيقي لمدى تقدم الحكومة في تطبيق مختلف محاور وثيقة قرطاج على قاعدة معطيات دقيقة لا على أساس تقييمات انطباعية". كما اشار رئيس الحكومة إلى أن "تشخيص الوضع يتفق فيه الجميع، ولكن عندما يأتي الإصلاح تطغى الفئوية والقطاعية، وفي آخر المطاف لا يحدث شيء. لقد حان الوقت للحسم في الملفات". وعبر في السياق ذاته عن أمله في "توافق كل الأطراف المعنية حول مقترحات الإصلاح التي قدمناها، ولكن هنالك آجالا ومصلحة عليا للوطن، ونتحمل مسؤوليتنا للذهاب في طريق الإصلاح أيا كان الثمن السياسي، فمصلحة تونس هي الأهم". وأشار الشاهد إلى أن "المساعي لإلغاء الانتخابات البلدية مآلها الفشل، وستنتظم مثل سابقاتها، ومن يراهن على الصراع بين الحكومة والاتحاد، وعلى توتير الأوضاع في البلاد وفشل المفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية، فهو واهم، لأن الحرب على الفساد بدأت تقترب منه، وأصبحت حكومة الوحدة الوطنية خطرا على الفاسدين". في المقابل ، من جانب اخر، سارع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، الى التعليق على خطاب الشاهد ، قائلا إن المنظمة تحملت الأمانة لسنوات في أحلك الظروف، قائلا "كنا نعرف أن 2017 ستبدأ المصاعب الحقيقة نظرا لتراكمات كبيرة" . وتابع الطبوبي خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الجامعة العامة للمناجم، قائلا "اليوم قال رئيس الحكومة لن نكون شاهد زور .. خلينالهم هذا الشعار ونحبوهم ما يكونوش شاهد زور بالفم المليان". في حين شدد على أن قيادات الإتحاد "مسؤولة ومؤتمنة اليوم على تاريخ المنظمة ودم الشهداء" مؤكدا أن الزعيم فرحات حشاد "لم يتعرض للاغتيال لدفاعه على زيادة ببضع مليمات.. ولكن لاستقلال هذا الوطن ومناعته" وفق قوله، قائلا "يريدون أن يبخلوا علينا بدورنا". ودعا الطبوبي من أسماهم "بالسياسيين والمهرولين الجدد" إلى قراءة تاريخ البلاد، قائلا "بش تنجمو تحكمو بلاد لازمكم تقراو تاريخها بتمعن".