لم يتوقف الجدل الذي يثيره حزب "افاق تونس" خلال الفترات الأخيرة مثيرا بلبلة كبرى شغلت الرأي العام وتصدرت اهتمامات منابر الإعلام، سيما وقد أصابه ما أصابه من "الفصام" و "ازدواجية المواقف"، فضلا عن الزلزال الذي يربك بيته الداخلي، حتى ان البعض من متابعي الشأن السياسي ذهب إلى أن "لعنة" أصابت الحزب. وقد تسارعت الأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية كان أبرزها اعلان افاق تونس انسحابه من حكومة الشاهد وانضمامه الى ركب المعارضة. ولعل كل هذه الأحداث كان لها وقع كبير صلب البيت الداخلي للحزب، حتى أضحى بالكاد يمر يوم دون الحديث عن المشاكل الداخلية لافاق تونس من قبيل تفرد رئيسه ياسين ابراهيم بالرأي واتخاذه قرارات مصيرية تخص الحزب دون الأخذ بعين الاعتبار لآراء قيادات الحزب. وباتت الخلافات تعصف بالحزب إذ شهد استقالات لعدد من أعضائه وقياداته، على خلفية إقصائهم من قبل رئيس الحزب ياسين إبراهيم، والذي حاول قبل ذلك سحب وزراء الحزب من حكومة الوحدة الوطنية في خطوة وصفت من مراقبين انها جاءت "تنفيذاً لمؤامرات القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان المرتبط بالإمارات"، وبرفضهم ذلك عمد الى اقالتهم من الحزب. ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 6 ماي 2018، أعلن مساء الخميس قيس العلاني عضو المكتب السياسي لآفاق تونس ومدير المخبر الاقتصادي والاجتماعي استقالته من حزب افاق تونس ، ويأتي ذلك بعد يومين فقط من استقالة النائب من افاق من الكتلة البرلمانية (علي بنور) مما جعل الكتلة قاب قوسين من حلّها.. و أعلن عضو المكتب السياسي لآفاق تونس، قيس علاني، عن استقالته من حزب آفاق تونس ومن كامل هياكله. واكتفى قيس العلاني بالقول في تدوينة على صفحته على الفايسبوك، "إن أسباب الاستقالة متعددة ويطول شرحها" وقيس العلاني هو مدير المخبر الاقتصادي والاجتماعي سابقا. وقبل ذلك بيومين ، أعلن النائب علي بنور استقالته من كتلة أفاق تونس بمجلس الشعب . ومن المنتظر أن يقع حل كتلة أفاق تونس بعد انخفاض عدد نوابها الى 6 نواب مع العلم ان القانون الداخلي يشترط لتكوين كتلة برلمانية وجود 7 نواب على الاقل. وأمام الاستقالات المتواصلة من الحزب والجدل الذي يطوق بيته الداخلي ، اعتبر مراقبون أن افاق تونس يعيش ايامه الأخيرة في المشهد السياسي التونسي ، مرجعين ذلك عددم الاستقرار الداخلي الذي يشهده الحزب بسبب تفرد ياسين ابراهيم برأيه و تسليطه قرارات فوقية ملّتها عليه أجندات إقليمية.