لم يخفف الاتحاد العام التونسي للشغل من حدة خطابات قيادييه تجاه الحكومة ، بل تتجه اليوم تلو الآخر نحو مزيد التصعيد، بالرغم من أنه سبق للناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية أن أكدت أنه لا وجود لأي نيّة بالتخلي عن يوسف الشاهد و ألّا أزمة بين الرئاستين مشددة على أن الأطراف التي تسوّق لذلك "غير مسؤولة" و "تبحث عن عدم الاستقرار". و لم يثنِ ذلك الأمين العام للاتحاد العام التونسي الشغل توجيه سهامه الى حكومة الشاهد ، بل واصل خطاباته المتهجّمة عليها بشكل شبه يومي ، مما من شأنه أن يخلق ارتباكا وتوترا سيّما في هذا الظرف الراهن الذي تستعدّ فيه البلاد إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي البلدي من جهة ، وإلى الخروج من القائمة السوداء الأخيرة التي صنفه فيها الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، فضلا على أن من شأنه التأثير على مسار الاصلاحات الكبرى التي تعدّها الحكومة. و وجّه الطبوبي وابلاً من الانتقادات إلى حكومة يوسف الشاهد، التي وصفها ب"غير المتجانسة"، مستنكراً ما اعتبره شطحات وزراء يتلاعبون بالبلاد. واعتبر زعيم المركزية النقابية أنه "لا يوجد لأي تجانس بين الفريق الحكومي"، مشيراً، على هامش افتتاحه المؤتمر الجهوي لاتحاد الشغل بالقصرين، إلى أنّ "وزير الإصلاحات يتخذ القرارات بمفرده دون العودة إلى بقية الوزراء". وأضاف أن ملامح الحكومة سوف تتحدد بعد إنهاء إنجاز وثيقة قرطاج 2، التي سترتب الأولويات الحكومية في المرحلة المقبل ، مشيرا الى ان الاتحاد ملتزم بالحوار الوطني وملتزم بإعداد ما يسمى بوثيقة قرطاج 2 من أجل تحديد الأولويات ليتم على ضوء ذلك النظر في تشكيلة الحكومة للفترة المتبقية من الحكم. كما جدد دعوته إلى ضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة وفق تعبيره، رافضاً التعليق حول السؤال المتعلق ببقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد، قائلاً "للاتحاد رأي من جملة آراء الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية الممضية على وثيقة قرطاج، وما سيتقرر في الفترة المقبلة بالاتفاق سوف ينفذ"، على حد قوله . وفي هذا الصد.، انتقد الطبوبي تراجع حكومة الشاهد عن تعهداتها الاجتماعية لفائدة عديد من القطاعات الهشة، لافتاً إلى أن محافظة القصرين مهمشة كبقية جهات البلاد، وهي معروفة بتاريخها النضالي على المستويات الاجتماعية والسياسية والحقوقية. وأضاف إنه بعد الانتهاء من تحديد الأولويات التي من المؤمل استكمالها يوم الأربعاء المقبل سينطلق النقاش حول ملامح الفريق الحكومي المرتقب، مذكرا بأن دعوة المنظمة الشغيلة الى ضخ دماء جديدة في مفاصل الحكومة سببها يتمحور حول الفشل الحكومي الذي اعتبره ذريعا ، فضلا عن كون أجهزة الدولة مفككة والفريق الحكومي غير متجانس مما إثر بالسلب على المناخات العامة داخل الفريق الحكومي، وفق قوله. و في سياق آخر، أفاد ان جهة القصرين عاشت الحيف الإجتماعي والتهميش لعقود وقدمت شهداء وخاضت عديد النضالات من أجل الحرية والكرامة ورغم ذلك ما زالت إلى اليوم تحت خط الفقر وتفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة في شتى المجالات وتحتل المراتب الأخيرة في مؤشرات التنمية. وأضاف الطبوبي إن المنظمة الشغيلة ماضية قدما في الدفاع عن الجهات المحرومة وفي مقدمتها عاصمة الشهداء القصرين من أجل دولة منّصفة وعادلة لتمكين الجهات الداخلية من نصيبها من ثمار التنمية. وبخصوص أزمة التعليم الثانوي، اوضح الطبوبي أن المساعي متواصلة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لإنجاح السنة الدراسية وضمان حقوق المربين وحفظ كرامتهم، لافتا الى أن الحلّ الان بيد وزارة التربية، حسب تعبيره. وعن ملف عمال حضائر ما بعد الثورة، أكد انه لن يتم التخلي عن ملف هذه الشريحة الواسعة من العمال وسيتم العمل على ايجاد حلول له كما تم ايجاد حلول لعديد اشكال العمل الهش الاخرى من الية 16 والالية 20 وغيرها.