بلغ حجم التصادم بين الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد حدّ القطيعة؛ من جهة أمين عام الاتحاد، يحمّل رئيس الحكومة مسؤولية توقف المفاوضات والتواصل، ومن جهة أخرى هو في حدّ ذاته لم يُبد قابليّة للتفاوض ،وهو ما برز في مغادرته اجتماع "وثيقة قرطاج2" المنعقد مؤخرا ، وجلّ تصريحات الطبوبي -آخرها الصادرة عنه أمس- تدلّ على سعيه نحو التصعيد وأنه لا يبحث عن حلول بقدر بحثه عن ضرب الحكومة طاقما ومردودية. وكان أمين عام "اتحاد الشغل" نور الدين الطبوبي، قد غادر اجتماع اللجنة المكلفة بصياغة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لوثيقة قرطاج 2، مخلفاً وراءه نقاط استفهامٍ كثيرة حول مصيرها، وحول مواصلة المنظمة العمالية دعم اتفاق قرطاج والحكومة المنبثقة عنه من عدمه. ويحمّل نورالدين الطبوبي رئيس الحكومة مسؤولية ما بلغته العلاقة بين المنظمة الشغيلة والحكومة ، و وجّه الطبوبي أصابع اللوم الى يوسف الشاهد بأنه كان السبب في توقف المفاوضات بين الطرفين، ساخرا: "في آخر لقاء مع رئيس الحكومة قال لي سأتصل بك بعد ساعة ونصف.. ومن وقتها لم أر له أثراً". من جانب آخر، تحيل جل المؤشرات إلى جاهزية وثيقة قرطاج 2 , وقد أكد النائب عن حركة النهضة سليم بسباس استكمال لجنة الصياغة لأعمالها حول الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولفت بسباس إلى أن الوثيقة شبه جاهزة، وسيتمُّ توجيهها إلى الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج للبت فيها والمصادقة عليها، منوها بأن هذه الوثيقة تعتبر بمثابة المرجع في عمل الحكومة وخارطة طريق دقيقة ومؤطرة زمنياً ترتبط فيها الخيارات بالأولويات وبالمواعيد، وسيتمُّ تكوين مجلس متابعة دوري، لمراقبة مدى التزام الحكومة بتطبيق ما جاء في الوثيقة.