لم يخفف الاتحاد العام التونسي للشغل من حدة خطاباته الموجهة للحكومة ، و تتجه تصريحات قياداته نحو التصعيد أكثر فأكثر ، في ظل الخلاف الحاد بين الطرفين حول عديد النقاط العريضة التي أقرتها الحكومة بضغط من صناديق النقد للنهوض بواقع الاقتصاد والتي وجدتها المنظمة الشغيلة مجحفة. و لعل محور الخلاف يرتكز خلال هذه الفترة على ملف الاصلاحات الكبرى الذي تنشغل به الحكومة والذي يرفضه اتحاد الشغل قطعا. ولم يفوت الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل فرصة آخر خطاب له في الحمامات دون أن يضمّنه كعادته بانتقادات حادة لحكومة الشاهد. و شدد الطبوبي على أن الصدام قادم إن تعلق الأمر بملف التفاوض الاجتماعي والمؤسسات العمومية. ومن المنتظر أن يكون خطاب اليوم غرّة ماي محددا لملامح هذا الصدام، سيما وقد سبق أن أكد الطبوبي بأن غرة ماي سيشهد ملحمة كبرى للتصدي للإصلاحات الكبرى التي تقودها الحكومة. وكان الطبوبي قد انتقد بشدة ما وصفه ب"الخراب الكبير" في اشارة إلى ملف الاصلاحات الكبرى، معلنا أن غرة ماي في قبة المنزه ستكون موعدا لملحمة الدفاع عن "المعركة الاجتماعية"، حسب تعبيره. ووجه أمين عام المنظمة الشغيلة نداء عاجلا لرئيس الدولة وعقلاء البلاد للتدخل لانقاذ تونس من الخطر الذي يحدق بها، وفق قوله. وفي هذا الصدد ما انفكت القيادات النقابية التابعة للمركزية النقابية توجه سهام انتقاداتها إلى الوزير المكلف بملف الإصلاحات الكبرى، توفيق الراجحي، في ظل الخلاف الحاد مع الحكومة حول هذا الملف ومعارضتها مشروع خوصصة بعض مؤسسات القطاع العام، علاوة على المطالبة بإجراء تحوير وزاري وضخ دماء جديدة في تركيبة حكومة يوسف الشاهد لتجاوز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحادة. وتطالب المركزية النقابية بإقرار إصلاحات كبرى، من بينها تحقيق العدالة الضريبية والقضاء على الاقتصاد الموازي والتصدي للتهريب ومحاربة الفساد، عوضا عن تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية موجعة مملوءة من صندوق النقد الدولي ، حسب اتحاد الشغل.