لم يخفف الاتحاد العام التونسي للشغل من حدة خطاباته الموجهة للحكومة ، و تتجه تصريحات قياداته نحو التصعيد أكثر فأكثر ، في ظل الخلاف الحاد بين الطرفين حول عديد النقاط العريضة التي أقرتها الحكومة بضغط من صناديق النقد للنهوض بواقع الاقتصاد والتي وجدتها المنظمة الشغيلة مجحفة. ولم يفتأ اتحاد الشغل يطالب بضخ دماء جديدة في الحكومة، و جدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، دعوته إلى ضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة، معتبرا أن "الدولة أصبحت في حالة شلل". وجاء هذا التأكيد في كلمة الطبوبي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي، ليكشف عن استمرار البرود في علاقة الاتحاد بالحكومة، وخاصة رئيسها يوسف الشاهد على خلفية دعوات سابقة للمركزية النقابية إلى تعديل حكومي يفضي إلى تغيير وزراء لا يتواصلون بشكل مريح مع النقابات. و انتقد الطبوبي حكومة الشاهد كونها لا تتشاور مع الاتحاد في مسائل حساسة مثل الإعداد للتفويت للقطاع الخاص في مؤسسات اقتصادية وبنكية تابعة للدولة مثل بنك الإسكان، والشركة التونسية للملاحة، وشركة توزيع النفط. ولفت زعيم المركزية النقابية إلى ان "جميع المؤشرات تشي بأن معظم التونسيين يعتبرون أن تونس تسير في الطريق الخاطئ"، وأنها "تعاني من أزمة اقتصادية خانقة". وأشار إلى "تفشي الفساد، وتمكّنه من مفاصل الدولة، وارتفاع الدين الخارجي لأكثر من 70 في المئة". واعتبر بيان الاتحاد بمناسبة هذه الذكرى أن البلاد "تشهد أزمة سياسية عميقة وتعيش وضعاً اقتصادياً كارثياً خيّم بظلاله على الواقع الاجتماعي المتردّي"، مشيراً إلى أن "تزايد التجاذبات السياسية على خلفية الاستعداد للانتخابات البلدية وللمحطّات الانتخابية التالية (التشريعية والرئاسية)، جعل من هذه المحطّات الانتخابية محاولة لتثبيت المواقع والأقدام في السلطة واحتكار الحكم وتأبيد السلطان، بدل تخطّي المرحلة الانتقالية وتثبيت الديمقراطية وترسيخ مبدأ التداول". وأكد البيان "غياب التصوّرات والبرامج والحلول والخطط، وفي ظل أداء حكومي متخبط ونقص كبير في الكفاءة مع تغليب المصلحة الشخصية والفئوية على المصلحة العامة"، معتبراً أنه آن الأوان لوضع حدّ لهذا الانزلاق والضغط من أجل تصحيح المسار السياسي وتوضيح أفقه، حماية للديمقراطية واستكمالاً لمسار بناء الهياكل والهيئات الدستورية. وفيما يتعلّق بالخلافات التي تشهدها المنظمة النقابية، وتلميحات جهات سياسية بأن الاتحاد خرج خاسراً من معركته مع الحكومة بخصوص أزمة التعليم، أكد الطبوبي أن الاتحاد "خرج منتصراً وسيظل منتصراً"، لافتاً إلى أن الاتحاد "لا يعرف التراجع والاستسلام، وبعض الأطراف تسعى إلى شيطنة المنظمة الشغيلة"، رافضاً التهجّم على المنظمة ورموزها.