بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشف مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. وفي خضم هذا الشأن، اكدت وزيرة السياحة سلمى اللومي، تسجيل مؤشرات إيجابية للموسم السياحي لسنة 2018، ومن المنتظر أن "يفوق عدد زوار تونس هذا العام 8 ملايين سائح". وكشفت الوزيرة، في تصريح ل "جوهرة أف أم" ، أن جزيرة جربة استقبلت امس 22 ألف زائر، مقابل 11 الف زائر خلال الفترة نفسها من 2017. وسجّلت الوزارة، حتى حدود 20 أفريل تطورا مهماً في عدد السياح من السوق الفرنسية بنسبة 46%، إلى جانب تطور السوق الألمانية والروسية والبريطانية، وكذلك ارتفاع المداخيل بأكثر من 23% بالدينار التونسي و18% بالدولار، و8% باليورو. وكانت الحكومة قد أعلنت، في بداية أفريل، أن عائدات السياحة زادت 23% على أساس سنوي، في الربع الأول من العام الحالي. وبلغت العائدات 457 مليون دينار ، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ارتفاعا من 371 مليون دينار في الفترة نفسها من 2017. ويمثل قطاع السياحة في تونس نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر السياحة مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة والتوظيف. يذكر أن إيرادات السياحة قد ارتفعت بنحو 18% إلى 2.8 مليار دينار، وقفز عدد السياح الوافدين إلى تونس من 5.7 ملايين زائر في 2016 إلى 7 ملايين في 2017. ووفق بيانات رسمية لوزارة السياحة، بلغت إيرادات القطاع السياحي سنة 2017 نحو 2.8 مليار دينار ، وتوافد أكثر من 7 ملايين سائح خاصة من الجزائر وليبيا وعودة السوق التقليدية، إضافة إلى ارتفاع عدد الليالي المقضية وتنامي السياحة الداخلية وارتفاع عدد الحجوزات في بداية سنة 2018.