تعاني تونس من مشكلة تزود في المياه تطفو على السطح بين الفينة والأخرى حسب حجم الكميات المستهلكة، والسبب يعود إلى تواضع الموارد المائية للبلاد.. و يتخوف التونسيون من تبعات الوقوع في الفقر المائي ، خاصة و أن السنوات الأخيرة لم تكن يسيرة في ظل ما عانته من شح في الموارد المائية و هو ما أثر على الموسم الفلاحي و بالتالي على الاقتصاد ، فضلا عن المعاناة اليومية التي يعيشها متساكنو عدد من المناطق بسبب الانقطاع المتواصل للمياه الصالحة للشرب .. و كشفت بيانات أصدرتها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، أن تونس تعاني عجزا في الموارد المائية بالسدود بلغ 164 مليون متر مكعب مع منتصف شهر ماي الجاري في ظاهرة تستمر للعام الثالث على التوالي. وتبلغ مخزونات السدود التونسية من المياه (38 سد) حاليا نحو 1056 مليون متر مكعب مما يشكل 50 بالمائة من القدرات التخزينية لهذه المنشآت وفق ذات البيانات. وتشهد، سدود البلاد باستثناء السدود الواقعة بولايتي جندوبة وبنزرت وسدود جنوب البلاد التي عرفت تساقط كميات من الامطار اكثر من المعدلات، نقصا في الامطار رغم التحسن خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة. وتعيش تونس التي تمر غالبا بفترات جفاف على وقع مشاكل تزداد شيئا فشيئا تتعلق بالتزويد بالمياه خاصة بالعاصمة وبالخصوص خلال الفترة الصيفية. وتونس من بين بلدان العالم التي ترزح تحت عتبة الفقر المائي بمعدل 450 لترا من المياه للفرد الواحد، ومن المنتظر أن يبلغ المعدل 350 لترا خلال 2035. وتقدر النسبة العالمية ب1000 لتر للفرد الواحد. يذكر انه للمرة الأولى في تاريخها اضطرت تونس في 2017 إلى استعمال جزء من مخزونها الاستراتيجي من المياه لمواجهة النقص الحاد في الموارد المائية بفعل موجة الجفاف التي تعيش على وقعها البلاد منذ أكثر من سنتين، مما ينذر بالخطر المحدق الذي يهددها. ويقارب حجم الموارد المائية الجوفية في تونس حجم المياه السطحية، فنسبة 80 بالمئة من المياه السطحية تقع في الهضاب الجبلية الشمالية الغربية، بينما توجد 91 بالمئة من الحاجيات للمياه في الشريط الساحلي للبلاد حيث تتجمع المدن والمناطق الصناعية والنشاط السياحي الكثيف، مما يجعل الإقبال مرتفعا جدا على استهلاك المياه.