بالكاد تمكن حزب حركة نداء تونس من المحافظة على استقراره وتماسكه حتى منتصف 2015 بعد أشهر قليلة من الفوز بتشريعيات ورئاسيات 2018، ثم عصفت به عدّة تصدّعات وانشقاقات بعد ذلك أدّت إلى استقالة أغلب قياداته المؤسسة. وانشقّ حزب نداء تونس في ما بعد إلى عدّة أحزاب، على غرار حركة "مشروع تونس" الذي أسسه محسن مرزوق، وحركة "تونس أولا" لرضا بلحاج، و"بني وطني" لسعيد العايدي ، و حزب "المستقبل" للطاهر بن حسين. و قد تقهقر حزب النداء على الساحة السياسية بسبب الانشقاقات الحادة التي شهدها مما أدى إلى تراجع عدد ممثليه في مجلس نواب الشعب من 86 مقعداً خلال سنة 2014 إلى 56 مقعداً برلمانياً فقط حاليا . كما أثرت هذه الانشقاقات والانقسامات التي شهدها الحزب بشكل عام وأضعفته سواء على الصعيد الداخلي أو على النطاق الوطني، ولعلّ الانتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت في 6 ماي 2018 وقبلها الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة ألمانيا، كانتا حمّالتَيْ عديد المعاني والرّسائل لعلّ أبرزها تراجع شعبيته طوال السنوات الماضية التي عقبت انتخابات 2014 . وفي خطوة للملمة جراح الحزب، دعا المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي لنداء تونس باقتراحه مبادرة سياسية هدفها إجراء العديد من المؤتمرات المحلية والجهوية الموسعة. وفي خضم هذا الشأن، كشف موقع "حقائق اون لاين" نقلا عن مصدر وصفه بالمطلع عن وجود تحركات سياسية لعقد مؤتمر سياسي واسع لاقناع شخصيات سياسية عديدة بالعودة الى الحزب ودمج أحزاب سياسية صلب الحركة على غرار حزب بني وطني وحركة مشروع تونس وذلك قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وفي تعليقه على ذلك، أكد القيادي في الحزب المنجي الحرباوي أن الحزب يتّجه فعلا إلى محاولة لمّ شتات كل المعنيين بمشروع نداء تونس، مشيرا إلى أن المدير التنفيذي للحزب أعلن عن هذه المبادرة التي سيتم الشروع في تطبيقها على أرض الواقع عقب تنصيب المجالس البلدية. و اعتبر القيادي بالحزب ، في تصريح للعرب، أن المبادرة لا تخصّ سوى الندائيين أي أنها لا تهدف إلى بلورة مشروع آخر بخلاف نداء تونس، مؤكّدا في المقابل عزم الحزب على دعوة كل الشخصيات بمن في ذلك الذين استقالوا من الحزب أو المستقلين الحاملين لنفس توجّهات النداء. وأكّد أن محطة الانتخابات المحلية أثبتت أن تشتّت العائلة الوسطية لا يخدم أبدا المشروع الديمقراطي وأنه حان الوقت للتجمع من جديد تحت راية نداء تونس. وقد أثارت مبادرة حافظ السبسي جدلا وضجة واسعين على الساحة السياسية، واعتبر متابعو الشأن السياسي أن الغاية من هذه المبادرة التخفيف من وطأة هزيمة حزب نداء تونس في الانتخابات البلدية المجراة في 6 ماي الجاري أمام خصمه حزب حركة النهضة، في خطوة لاستعادة حجمه قُبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستشهدها البلاد في 2019.