لا يزال وقع التقرير الصّادر مؤخرا بصحيفة "موند أفريك" الفرنسية لرئيس تحرير الصحيفة نيكولا بو، حول إحباط انقلاب محتمل في تونس، مدوّيا، مثيرا مزيجاً من مشاعر الغضب والصدمة في صفوف التونسيين الذين دأبوا على محاولات سابقة للإمارات والسعودية تهدف إلى تخريب ما أمكن من مسار الانتقال الديمقراطي وإفشال التجربة التونسية السياسية الناجحة. وقد هبّ التونسيون لُحمة واحدة للتنديد بالمساعي الخبيثة لإفشال مسار الثورة ، على منصات التواصل الإجتماعي و على أرض الميدان على حدّ سواء. وكما ضجّت صفحات الفايسبوك باستنكار المحاولات الإقليمية لضرب تونس، سارع عدد من التونسيين إلى التظاهر في الشارع للتعبير عن غضبهم ممّا يحدث. وقد تم تنظيم تظاهرة ، أمس الثلاثاء 12 جوان 2018 ، للتنديد بمشروع الانقلاب الإماراتي الفاشل، والتدخل في الشؤون الداخلية لتونس ، وسط شارع الحبيب بورقيبة قبالة وزارة الداخلية. وتجمهر العشرات من التونسيين مندّدين بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تونس التي ترعاها الإمارات، مطالبين السلطات بطرد السفير الإماراتي من تونس وبمعاقبة لطفي براهم الذي أصبح "يمثل خطراً على أمن البلاد واستقرارها، ومسار ثورتها ومكاسب ديمقراطيتها"، بحسب قولهم. وردد المتظاهرون شعارات عديدة على غرار "تونس.. تونس؛ حرة.. حرة؛ والانقلابي على برة.."، و" لطفي براهم يا جبان يا عميل العربان..". كما تضمنت الشعارات اتهاماً لبراهم وزير الداخلية السابق بالتواطؤ وخيانة البلاد، والمشاركة في مخطط الانقلاب على أمن البلاد وثورتها. ووصف المتظاهرون حكام الإمارات ب"عربان الثورة المضادة"، داعين إلى حماية البلاد من المكائد التي تتربص بها. جدير بالذّكر أن تقرير نيكولا بو، كشف أن المخطط الإماراتي لم تكن السعودية ولا مصر ولا محيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيدين عنه، للتخلص من حركة النهضة والتيار الإسلامي عموماً، ومعه كل الطاقم السياسي الحاكم اليوم، وإعادة أركان النظام المخلوع إلى الواجهة من خلال تنصيب كمال مرجان وزير داخلية نظام بن علي في رئاسة الحكومة بدل يوسف الشاهد. لكن، وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن استخبارات فرنسا وألمانيا والجزائر اكتشفت المخطط وأبلغته إلى السلطات التونسية، ليقوم الشاهد بإطاحة براهم فوراً، وخصوصاً أن الأخير كان مفروضاً فرضاً على الشاهد "الذي لطالما كان محمياً من الرئيس الباجي قائد السبسي".