ليس من السهل الإنتقال من نظام غذائي إلى آخر بين ليلة و ضحاها ، دون أن يكون لذلك ارتدادات على الجهاز الهضمي و بالتالي مضاعفات على صحّة الفرد .. و بحلول عيد الفطر المبارك بعد ما انهمك الناس بالتحضير لاستقباله وشراء الحاجيات التي ترتبط به، قد يقع البعض ، في غمرة ذلك ، في جملة من الممارسات التي من شأنها أن تضر بصحتهم وصحة عائلاتهم، والتي قد تترك آثارا سلبية على المدى القصير والطويل. و من المعلوم ، عموما ، أن الاحتفال بعيد الفطر يرافقه تناول لكميات كبيرة من الطعام، ولا سيما حلوى العيد، مما يتسبب بعوارض صحية عدة، فبعدما اعتاد الجسم على كمية معينة من الطعام في أوقات محددة خلال شهر كامل، يعود الصائم إلى تناول ثلاث وجبات يومياً. و بالتالي ، فإن هذا التحول يجب أن يكون تدريجياً لتجنب المضاعفات الصحية، منها ألم المعدة، إذ يشكو عدد من الناس من آلام في المعدة، ومن الشعور بالحموضة، لذلك ينصح أخصائيو التغذية بعدم الإفراط في الأكل، خصوصاً في أول يوم من العيد، والابتعاد عن تناول وجبات دسمة وحلوة بكثرة، لتجنب الآثار الصحية التي قد ترافق ذلك. وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بالسكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين. ويعاني بعض الناس من شهية قوية تجاه تناول الطعام، وخاصة الأطعمة المحلاة بالسكر كالحلويات، فلا يستطيعون السيطرة على أنفسهم ويتناولون أي كمية من الطعام في أي وقت، ما يسبب الزيادة السريعة في الوزن والسمنة المفرطة. ويصف الأطباء إدمان الطعام بأنه مثل إدمان الكحول والمخدرات، حيث يعجز المخ عن اختيار التوقف عن الإدمان في كلا الحالتين. كما يتسبب استهلاك السكر المضاف أكثر من حاجة الجسم في تغيير الهرمونات والتفاعلات الكيميائية في الجسم، ما يقود إلى زيادة الوزن. والسكر المضاف هو نصف غلوكوز ونصف فركتوز، يسبب زيادة الأنسولين في الدم وحبس الدهون في الخلايا الدهنية، وعدم هضمها، ما يسبب السمنة والأمراض الناتجة عنها. و تجنّبا لإرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة، يرى اخصّائيو الجهاز الهضمي إنه لابد من الإلتزام بوجبات محدودة وتنظيم مواعيد تناولها، وأيضًا تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة وعسيرة الهضم، مثل الأطعمة المقلية والصلصات والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج، وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة، وأيضًا عدم الإسراف في الطعام. وعادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد نتيجة الإصابة بحالات من التسمم الغذائي من أنواع مختلفة، ومن الضروري الحرص على اختيار مصادر غذائية آمنة وموثوق بها. فضلا عن ذلك ، يجب الحذر من التدخين أو شرب الشاي على معدة خاوية، وهي من العادات السيئة التي تضاعف من المخاطر الصحية، كما تؤدي إلى فقدان الشهية وازدياد الحموضة في المعدة وزيادة ضربات القلب، ويجب الامتناع عن هذه العادة السيئة سواء في أيام العيد أو غيرها، خاصة للمصابين بأمراض القلب والشرايين والسكر. أما بالنسبة للإجهاد الجسماني الشديد الذي يصيب كل الصائمين مع نهاية شهر رمضان، فهو أمر طبيعي ولا خوف منه على الإطلاق خاصة وأن علاجه سهل ومرتبط بالمواظبة على ممارسة الرياضة، فهي العلاج المناسب لهذه الحالة من الإرهاق العام، الذي يسببه تغيير نظام الجسم الغذائي والحياتي واليومي والرياضي. لذا يتأثر الجسم ليس بشكل سلبي وإنما بالمفاجأة.