عيد الفطر هو مناسبة طيبة لتبادل الزيارات والتواد بين الأهل والأحباب، وهو فرصة لتجاوز الكثير من الخلافات بين الأسر وانعاش صلة الرحم بينها.. ولكن أثناء هذه الزيارات وحرصًا على واجب الضيافة كثيرا ما تحدث للزائرين ارباكات معوية نتيجة الافراط في الأكل خلال أول يوم من أيّام الافطار تنتج عنها آلام في المعدة وحالات انتفاخ أو اسهال حاد... والانتباه لطريقة أكلنا خلال أيّام عيد الفطر هو أحسن وسيلة لتجنّب أي عارض سيء وذلك من خلال الرفق بالمعدة التي تكون قد تعودت أثناء الصيام على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار ممّا يجعلها في حالة راحة في حين كانت تفرز العصارات الهاضمة أثناء الافطار استعدادًا لاستقبال الطعام ولهذا نقدم للقرّاء هذه النصائح. حلويات العيد لن يخلو بيت تونسي مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية من حلويات العيد، والحلويات أغذية غنيّة بالدهون والسكريات وقد يؤدّي الاكثار منها صباح العيد إلى إرباك الجهاز الهضمي وحصول ارتباك في الأمعاء ممّا قد يسبّب الاسهال، ويكون الأمر مدعاة لحرص أكثر عند المصابين بداء السكري والسمنة وأمراض القلب والشرايين، لذلك يجب علينا الحذر في عدم تناول الكثير من الحلويات تحت ضغط الضيافة ويمكن الاستعاضة عن الحلويات ببعض العصير أو الغلال. التدرج في الأكل لنا في العادات الغذائية لبعض الجهات التونسية درس جيّد لكيفية اعداد المعدة للأكل بعد الصيام فهناك جهات تعدّ الأكلات السائلة والدافئة أثناء افطار العيد وهي طريقة جيدة حتى تتعوّد المعدة على استقبال الطعام، فمن الخطر ملء المعدة بالأطعمة الثقيلة يوم العيد دون أن تتهيأ، لذلك. علينا البدء بأكل كميات قليلة من أجل اتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة. الأغذية الدسمة إنّ الطعام الذي يحتوي على مكوّنات مقلية أو مرق خاثر والبقول ذات القشور السميكة هي أغذية عسيرة الهضم لذلك يجب تناولها باعتدال كما يُحبّذ عدم التهام كميات كبيرة من الأكل في المرّة الواحدة بل تناول كميات صغيرة وأثناء فترات متباعدة. التدخين والخمول من العادات السيئة أيضا التي يستحسن تجنبها هو بدء بعض الناس يوم عيدهم بشرب القهوة والتدخين ومعدتهم خاوية وهذا أمر بالغ الخطورة لأنّه يؤدي إلى إلتهاب المرئي والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وزيادة حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب، وهذا الأمر اذا انضاف إلى المغالاة في الأكل خلال الوجبات اللاحقة وعدم الحركة والخمول طيلة النهار نتيجة الوجبات الدسمة قد يقودنا إلى عسر الهضم والانتفاخ لذلك ينصح أكثر من خبير تغذية بالإكثار من تناول الخضر النيئة كالجزر والخسّ والاكثار من السلطات التي تمدّ الجسم بما يحتاج إليه من السوائل مع السعي إلى أن تكون وجبتنا الرئيسية متكوّنة من الأسماك المطبوخة أو لحم الدجاج لأنّها لحوم قليلة الدهون. طبعا كلّ هذا بكميات قليلة لا افراط فيها وان شاء عيدكم مبارك.
