أخبار تونس – العيد مناسبة لمشاركة الأسرة الفرح والسعادة بعد مرور شهر الصيام ، وحتى لا يعكّر صفو هذه الأجواء الاحتفالية أي مشكل لابد أن يكون السلوك الغذائي للمحتفلين بالعيد متزنا، خصوصا وأن هذه المناسبة ترتبط بتقديم أنواع خاصة من الأغذية. ولعل أيام عيد الفطر هي من المناسبات التي يتم التركيز فيها على الأطعمة المتنوعة وتناول الحلويات المختلفة بين الوجبات. فعلاوة على الحلويات تعدّ مختلف جهات البلاد وجبات خاصة بالعيد وغالبا ما تكون هذه الوجبات دسمة وتتجاهل وضع الجهاز الهضمي الذي اعتاد الصيام. فبعد شهر من الصيام تعودت خلاله المعدة على أن تظل خاوية لما يقارب خمس عشرة ساعة يوميا، من الضروري أن لا تصدم فجأةً ودفعة واحدة في أول أيام الفطر بكميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والعالية في محتواها من السعرات الحرارية، فتكون النتيجة الطبيعية ألما في المعدة واضطرابات في الأمعاء. ولتجنب حدوث هذه الأعراض لا بد من مراعاة نوعية وكميات المؤكلات، ويفضل أن يبدأ الإفطار في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام. وتزداد هذه الكمية تدريجيا أثناء فترات اليوم، مع ضرورة الأكل ببطء والمضغ الجيد، وعدم شرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، والتقليل من تناول الأطعمة التي تضر بالمعدة وتزيد من حموضتها كالمقليات والمعجنات . ومن المفيد جدا البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام بالوجبات الخفيفة والسهلة الهضم ويتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة للقيام بوظائفها على نحو طبيعي، كما يجب تجنب الاستمرار في أكل الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك. ويعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء الغذائية الشائعة. فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح يجب البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة. وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين. لذا يجب الحذر من تناول كمية كبيرة من هذه الحلويات. ولكي لا تنزع من العيد أجواءه الاحتفالية لابد من ترشيد الاستهلاك في المواد الغذائية واحترام قدرات الجسد وإمكانياته للمحافظة عليه.