انفضّت جلسة التصويت لوزير الداخلية هشام الفوراتي تحت قبة باردو ، مساء أمس السبت، بفوز متوقع للوزير المقترح من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لكن بنتيجة فاقت كل التوقعات . و تحصل الفوراتي على موافقة 148 نائبا، ورفض 13 وتحفظ 8 آخرين، ليصبح بذلك وزيرا للداخلية بشكل رسمي. وحصل مرشح الشاهد على ثقة نواب الشعب بعد سلسلة من الخلافات والتجاذبات والجلسات بين الكتل والأحزاب، في مجلس نواب الشعب وخارجه خلال اليومين الأخيرين. وسجل رؤساء كل من حركة النهضة (راشد الغنوشي) ، ونداء تونس (حافظ قائد السبسي) ومشروع تونس (محسن مرزوق) في اجتماعات مع كتلهم. ولم يكن من المتوقع أن يحرز الوزير المقترح الأغلبية الساحقة، لاسيما وقد أبدت كتلة نداء تونس، فضلا عن الكتل المعارضة، رفضها منح الثقة لوزير الشاهد ، قبل أن تغير كتلة النداء موقفها في السويعات الأخيرة. و أعلن رئيس كتلة نداء تونس البرلمانية سفيان طوبال بشكل مفاجئ، على هامش الجلسة البرلمانية لمنح الثقة لهشام الفوراتي، تغيير موقف الكتلة ومنح الفوراتي الثقة، بعد أن كان أعلن أمس عكس ذلك. و شدد على أن هذا التصويت لا يعني تجديد الثقة للشاهد، مؤكداً أن الكتلة متمسكة بتعديل شامل، وطرح حكومة الشاهد لنيل ثقة البرلمان، في أجل لا يتجاوز عشرة أيام، على حد تعبيره. ولفت طوبال إلى أن قرار منح الثقة، جاء من باب حماية المؤسسات وللحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه الفترة، وليس تغييرا في موقف الحزب مقارنة ببيانه الأخير إزاء الحكومة ورئيسها. و اعتبر متابعو الشأن السياسي أن تغيير نداء توتس موقفه في ظرف سويعات معدودة، عرّى عن تضارب مواقف قيادات الحزب وعدم اتباعهم لتكتيك سياسي مدروس، مما جعلهم في مرمى الانتقادات، واصفين اياهم ب"الهواة" في المشهد السياسي. كما نوهوا بأن المدير التنفيذي للحزب حافط قائد السبسي أدرك أن النتيجة محسومة لصالح منح الثقة لوزير الشاهد، لاسيما وأن أكثر من 20 نائبا من نداء تونس أكدوا عزمهم منح الثقة له، وهو ما دفعه إلى التراجع عن موقفه الرافض كي لا يظهر في حلة "المغلوب على أمره " من جهة، و كي لا يكشف للعيان عمق الهوة التي تشكو منها كتلة نداء تونس في حال صوت كل شق لصالح من يدعم..