تحييد وزارة الداخلية على الصراع،عدم الزج بالبرلمان في محاور الاصطفاف السياسي ودفع الحكومة الى تصويب الخيارات هي ابرز محاور تدخلات النواب قبل تصويتهم بخصوص مقترح تعيين وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي. تونس - الشروق -: 52 مداخلة للنواب دون احتساب التدخلات العرضية وما يقارب السبع ساعات من النقاش كانت كافيتين ببيان منسوب التوتر الذي رافق نظر البرلمان في مقترح رئيس الحكومة تعيين هشام الفوراتي وزيرا جديدا للداخلية. واعتبر المنجي الحرباوي من نداء تونس أن الوضع العام متسم بالتأزم مرورا بالتسيير والحكم والوضعين الاقتصادي والاجتماعي ومن غير المعقول مغالطة الرأي العام ومجانبة الواقع في اشارة الى ماقدمه الشاهد من معطيات حول نجاح حكومته. واضاف الحرباوي أن حكومة الشاهد فشلت في ما أوكل لها من مهام و فقدت كل الدعم ولم يبق لها سوى المصالح الشخصية والحزبية لمن ينشدون استقرارهم في اشارة الى حزب حركة النهضة. وتمسكت كتلة النهضة بتزكية الوزير الجديد من منطلق دعم الاستقرار الحكومي و مجابهة الفراغ الامني حيث أكد محمد بن سالم من كتلة حركة النهضة قرارهم تزكية وزير الداخلية المقترح هشام الفوراتي باعتباره ينتمي إلى الوزارة وله المام بالملفات وأنّ مساندة الحكومة تنبع من الخشية من ان تكون البلاد عرضة للوبيات تدفع نحو الفوضى. ودفع نواب اخرون في سياق تحييد وزارة الداخلية عن الصراع السياسي وعدم توظيف البرلمان لاختبار توازنات صراع السلطة حيث اعتبر شفيق العيادي من كتلة الجبهة الشعبية أن جميع الأحزاب والمنظمات الوطنية انفضت من حول الحكومة عدا حركة النهضة واصفا ذلك بالحاق الشاهد الى النهضة بالتبني على حد قوله، وتابع العيادي مداخلته بتأكيد عدم تصويتهم لصالح مقترح التعيين بما لا يعني في رأيه مساندة حافظ قائد السبسي المسارع الخطى لمشاريع التوريث وتغيير الدستور. واعتبر النائب توفيق الجملي من كتلة الولاء الى الوطن ان مقترح الشاهد زج بهشام الفوراتي في لعبة سياسية قذرة قسمت النخب الى محاور متصارعة وحّول وزارة الداخلية إلى محرار لبيان موازين القوى واصفا مايحدث "بالدربي"بين حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد. ورأى فيصل التبيني من غير المنتمين للكتل أن كل الحكومة تشكو شغورا وليس منصب وزارة الداخلية فحسب مضيفا بأن التمثل السياسي لجلسة أمس يخص جس النبض بخصوص الفصل 64 من وثيقة قرطاج حول بقاء الحكومة من عدمه وهو أمر لا يعني المعارضة في رأيه حيث ان الصراع اليوم بين "الابن الروحي والابن البيولوجي لرئيس الجمهورية'' ويتطلب تحميل المسؤولية الى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي. واعتبر زهير المغزاوي المنتمي الى الكتلة الديمقراطية أن الحديث لم يعد حول مشاكل التنمية والتشغيل والملفات الحارقة بل تحول إلى صراع سياسي مقيت حول انتخابات 2019 منتقدا العمل الحكومي وطريقة تعاطي الحكومة مع اوضاع البلاد. نداء تونس يغير موقفه في الساعات الاخيرة التقى المدير التنفيذي لحزب نداء تونس بأعضاء كتلة الحزب مساء امس لاعلان الموقف النهائي من مقترح تعيين وزير الداخلية الجديد، وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النداء سفيان طوبال ان تصويتهم سيكون لصالح مقترح التعيين من منطلق المصلحة الوطنية وهذا برأيه لا يعني تجديد الثقة في الحكومة. وأكد طوبال تمسكهم بالدعوة على التغيير الشامل للحكومة والتذكير بموقفهم الرافض لطريقة تعيين وزير الداخلية الجديد والذي جرى دون التشاور معهم. وقال طوبال ان حزب نداء تونس يمهل حكومة الشاهد 10 ايام لطلب تجديد الثقة فيها في مجلس نواب الشعب.