بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش بعد تدفّق السياح على عديد الأماكن في تونس ومن جهات مختلفة. وتشير مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية وهو ساهم ولو بشكل نسبي في تحسّن النمو في 2018 والذي بلغ 2.8 في المائة حسب التقديرات الأخيرة للمعهد الوطني للإحصاء رغم تواصل ضعف مخزون تونس من العملة الصعبة واستقرار النسب العالية للبطالة في تونس. وفي هذا الخصوص،أكد اليوم الخميس 23 أوت 2018 رئيس ديوان وزيرة السياحة والصناعات التقليدية نبيل بزيوش لموزاييك ان عدد السياح الذين زاروا تونس الى حدود 20 اوت 2018 بلغ 5 ملايين و 150 الف سائح بنسبة تطور قدرت ب 17.5% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017 معتبرا الموسم السياحي الحالي ناجحا رغم انه لم ينته بعد. وأضاف رئيس ديوان وزيرة السياحة والصناعات التقليدية ان المداخيل السياحية التونسية ارتفعت هذه السنة بشكل ملحوظ، حيث سجل تطور في المداخيل بنسبة 44% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017. كما شهدت المداخيل السياحية ارتفاعا على مستوى العملة الصعبة اذ تطورت باليورو بنسبة 23.8% وبالدولار بنسبة 36.7 % مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية. وأفاد المصدر ذاته، بأنه ورغم نجاح الموسم السياحي الحالي، إلا أن القطاع شهد عديد المشاكل وبعض المنشآت السياحية لم تتمكن من معالجة مشاكلها بصفة حرفية . كما أكد أن اغلب المؤسسات السياحية نجحت في تجاوز صعوباتها خلال الموسم السياحي الحالي مشددا على أن المؤشرات السياحية لموسم 2019 هي أفضل من الأرقام المسجلة هذه السنة. وتأتي هذه الانتعاشة في وقت وصلت الى مطار تونسقرطاج الدولي الطائرة الثانية لشركة سيفاكس اير لاينز قادمة من مدينة فالانس الاسبانية وذلك في إطار استعدادات الشركة لاستئناف نشاطها قريبا بشراكة استراتيجية بينها وبين شركة Air Nostrum الرائدة في مجال النقل الجوي في اوروبا. الطائرة الثانية التي وصلت امس هي من نوع " CRJ 900 " تتسع لما لا يقل عن 90 راكبا، وقال مسؤولو الشركة انه تم وضع العلم التونسي على الطائرة مباشرة عند وصولها الى مطار تونسقرطاج الدولي وهو ما يعني دعم آخر للسياحة في تونس في الفترة القادمة.