يبدو أنّ نتائج الانتخابات البلدية أكّدت من جديد أنّه لا مناص لعديد الأحزاب إلا من تشكيل التحالفات والائتلافات الانتخابية في فترة تشهد فيها الساحة السياسية في تونس حركية كبيرة خاصة في ظلّ الاستحقاقات السياسية القادمة ومحافظة حركة النهضة على وجودها وحجمها فيما تمرّ بقية الأحزاب بفترة مدّ وجزر جرّاء إخلالات تنظيمية عديدة صلبها. وتسعى بعض الأحزاب لتجاوز خيبات الانتخابات الأخيرة وتستعد لرصّ الصفوف الدخول في تحالفات سياسية انتخابية من أجل افتكاك موقعها من جديد في المشهد السياسي المتحوّل بشكل سريع. وفي هذا الصدد تتحرّك بعض الأحزاب الوسطية والتي تتبنى خطاب ثوري من أجل تكثيف الجهور لتأسيس جبهة ثورية سياسية جديدة تكون قادرة على مجابهة الاستحقاقات القادمة بشكل موحّد. وأكّد المنسق العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سمير بن عمر أن المحادثات المتواترة بين حزبه وحركة وفاء أفرزت تأسيس جبهة سياسية انتخابية مؤكّدا أن الباب مفتوح أمام بقية الأحزاب الثورية للالتحاق بالجبهة. وأضاف بن عمر في تصريح للشاهد أنّ هنالك لقاءات انعقدت بين الحزبية منذ أكثر من سنة وتم خلالها بعث لجان من اجل العمل المشترك وكذلك حصل تقارب كبير بين الحزبين ولكن يتم تحديد بعد خيار شكل هذه الجبهة من جانب الانصهار في حزب واحد أو الإبقاء على الشكل الحالي. وأضاف الأستاذ بن عمر أن الهدف من هذه الجبهة هو تأسيس تيار وطني ثوري للتصدّي لمنظومة الفساد والاستبداد مبيّنا أن الجبهة منفتح على كل من يحمل هذا الفكر الثوري وستدخل الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وفي ما يخصّ عدم الدخول في الانتخابات البلدية الفارطة،أكّد الأستاذ بن عمر أنّ السبب هو كان اختلاف في وجهات النظر حيث كانت حركة وفاء ترى بعدم الدخول بينما رأى حزب المؤتمر ضرورة المشاركة. وفي المقابل،أصبحت مسألة توحّد كتلتي نداء تونس وحركة مشروع تونس مسألة تفعيل فقط مرتبطة بعودة نشاط مجلس نواب الشعب من العطلة البرلمانية، ويبدو أن هذا التحالف قابل للتطوّر في الفترة القادمة حتى الدخول في قائمات موحّدة للانتخابات التشريعية وبمرشّح توافقي للانتخابات التشريعية. وقدّ أكّدت مصادر إعلامية، أنّ غرة سبتمر 2018 سيكون موعد الاعلان عن تأسيس اتحاد نداء تونس، وهو تحالف يجمع كل الاحزاب المنشقة عن حزب حركة نداء تونس. وسيجمع هذا التحالف، كلا من حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للنداء ورضا بلحاج الملتحق حديثا بنداء تونس ومحسن مرزوق امين عام حركة مشروع تونس والطاهر بن حسين رئيس حزب المستقبل وسعيد العيادي رئيس حزب بني وطني ، في تنسيقية ستوكل اليها مهام "اعداد الجبهة للمحطات الانتخابية القادمة وتوحيد المواقف السياسية". واكدت نفس المصادر ان هذه الجبهة ستكون برلمانية أيضا، بما يعني كتلة تضم أكثر من 70 نائيا ما يجعل منها الأولى في مجلس نواب الشغب قبل النهضة صاحبة ال68 مقعدا. ولفتت الى ان تحالف " اتحاد نداء تونس" سيخوض الانتخابات التشريعية بقائمات مشتركة. يشار الى ان كل مكونات التحالف الجديد سبق ان استقالت من نداء تونس بسبب خلافات مع مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي قبل ان تتغير المعطيات وتعود للتنسيبق معه خلال الأسابيع الاخيرة وسط استفحال الازمة السياسية. وسبق لاحد مكونات الجبهة المرتقبة التأكيد بأنها ستعارض يوسف الشاهد رئيس الحكومة وحركة النهضة.