إندلعت حركة احتجاجات شعبية واسعة في البصرةجنوبالعراق، قبل أن تنتقل إلى العاصمة العراقيةبغداد، وبقيّة المحافظاتالجنوبية، قابلتها القوات العراقية باستخدام وُصف من قبل المحتجين بأنه “مفرط” للقوة، تسبب بمقتل وإصابة عشرات المتظاهرين، كذلك شكّلت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي لجاناً عدة لتلبية مطالب المتظاهرين في جنوبالعراق، إلا أن هذه اللجان لم تتمكّن من الاستجابة لأي مطلب. هذا وقد أضرم محتجون غاضبون، مساء أمس الخميس 06 سبتمبر، النّيران في مبنى قناة العراقية الرسمية بمحافظة البصرة، وذلك بعد إحراق عدة مؤسسات ومنشآت حكومية ومقرات للأحزاب، فيما توجه مئات المحتجين إلى مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة لاقتحامه. إلتهمت النّيران مبنى مجلس محافظة البصرة، ومباني حكومية ومقرات لأحزاب وفصائل مسلحة، فيما إتّهم ناشطون مليشيات بالوقوف وراء حادثة مبنى مجلس المحافظة. وقال مصدر محلي إن مبنى مجلس محافظة البصرة أُحرق بشكل شبه كامل، مساء أمس، مؤكداً أن فرق الدفاع المدني تحاول السيطرة على الموقف. كما اقتحم المتظاهرون مقر مليشيا بدر في البصرة”، وأضرموا النيران في مكتب “قناة الغدير”، و”إذاعة النخيل” المحلية، التابعتين للمليشيا، ومقر مليشيا “عصائب أهل الحق”، ومنزل رئيس مجلس المحافظة. ويحاصر متظاهرين آخرين مكتب عضو البرلمان السابق، القيادي في “تحالف الفتح”، فالح الخزعلي، بينما تجمع متظاهرون آخرون أمام مقر مليشيا “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري. إلى ذلك، اتهم عضو تنسيقيات احتجاجات البصرة، مجيد الركابي، مليشيات تابعة لأحزاب متنفذة في البصرة بالوقوف وراء الحريق، مؤكّدا أنّ البناية أُحرقت قبل نحو خمس دقائق من وصول جموع المتظاهرين إليها. ولفت الرّكابي إلى وجود جهات تعمل على تشويه سمعة التظاهرات، وتحريف مسارها، من أجل منح السلطات العراقية ذريعة لاتهامها بالتخريب، مبيناً أن الاحتجاجات “مستمرة في جميع أنحاء البصرة، ولن تتوقف ما لم تتم الاستجابة لجميع المطالب، فضلاً عن محاسبة المسؤولين الفاسدين، ومحاكمة القادة الأمنيين المسؤولين عن الاعتداء على المتظاهرين”. وقد قام عشرات المتظاهرين بقطع الطريق المؤدّي إلى ميناء أم قصر في البصرة، أدّت إلى توقف العمل في الميناء، بسبب الاحتجاجات. وفي السّياق، قال مدير الدّفاع المدني في البصرة تحسين ساري، إن الفرق التابعة لدائرته باشرت عملية إطفاء حريق مجلس المحافظة، موضحاً في تصريح صحافي أن الفرق ما تزال تمارس عملها، ولم تتمكّن من تحديد الخسائر. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة البصرة إجراءات أمنية مشددة، على الرغم من قرار قيادة الشرطة بإلغاء قرار حظر التجوال الذي أعلنت عنه في وقت سابق من اليوم الخميس. إلى ذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقيّة اللواء سعد معن أهالي البصرة إلى التعاون مع القوات العراقية، والابتعاد عن الأعمال التي تسيء إلى التظاهرات المكفولة دستورياً