تمرّ حركة نداء تونس بأزمة خانقة جرّاء إنسحاب النّواب من الكتلة البرلمانيّة وإستقالتهم من الحزب, وإنظمامهم إلى كتلة الإئتلاف الوطني لدعم رئيس الحكومة. وبعد أن كان المكتب التنفيذي للحزب يهدّد بسحب وزرائه من حكومة الشّاهد للإطاحة بها ودفع الشّاهد بذلك إلى الإستقالة, إنقلب السّحر على السّاحر وبات مصير وزراء النّداء رهين قرار رئيس الحكومة الذي يدرس الآن ملف التّحوير الوزاري. بعد تهديد خالد شوكات, بطرد يوسف الشّاهد من الحزب, على خلفيّة موجة الإستقالات الجديدة, حيث إستقال 8 نوّاب هم زهرة ادريس والمنصف السلامي وأحمد السعيدي وعصام المطوسي ولمياء الدريدي وجلال غديرة ومحمد الراشدي ومروى بوعزّي, إستقالات تبعتها مساء أمس, إستقالة القيادي وسام السعيدي الذي كشف أنّ عاصفة الإستقالات ستتواصل بحدّة في سابقة لم يعرفها أي حزب من قبل. أفاد خالد شوكات بأن ”النّداء يفضّل أن يكون في المعارضة مع مطلع السنة السياسية, على أن يتحمّل تبعات حكومة لاتحترم قواعد الدّيمقراطيّة وأعرافها, ولاتحترم برنامج الحزب السياسي الذي ساهم في تشكيلها”. وأوضح شوكات بأن ”النّداء سيعتذر من الشّعب التّونسي ويصارحه بالحقيقة, وسيعود إلى قواعده ليستعد للاستحقاقات المقبلة الداخلية والخارجية على حد السواء”. وحول قرار الحزب أن يكون في المعارضة والحال أن رئيس الحكومة هو إبن النداء, قال خالد شوكات إنّ ”خروج النّداء إلى المعارضة سيسقط الكثير من الأقنعة وسيكشف إلى أي حدّ قاوم النداء حتّى يحافظ على التّوازن السياسي, وسيعرف الرّأي العام الفرق بين الشريك القوي والأجير الذي يسدي الخدمات بأقل من الأجر الأدنى، كما سيعرف حقيقة هؤلاء الذين طالما صدَّعوا الرؤوس بأحاديث عن النّمط الحداثي المهدّد وإستعدادهم اللّامشروط ليكونوا مجرّد موظفين عند أصحاب السلطة الحقيقيين،,والسياسة في ظل الديمقراطية هي ان تقبل بقواعد اللعبة, فمرة في الحكم وأخرى في المعارضة”. وقد إجتمعت مساء أمس الهيئة السّياسيّة لحركة نداء تونس, بدعوة من مديرها التّنفيذي حافظ السّبسي, وتطرّق الإجتماع إلى جملة من المسائل الدّاخلية منها إلاعداد للمؤتمر علاوة على نقاش حول تحرّكات قياداته لإبعاد المدير التّنفيذي من واجهة الحزب, هذا وتواجه مجموعة من قيادات النّداء إتّهامات متنوّعة إما بمساندة الشاهد لتفكيك الحزب او بالضغط على الرئيس الشّرفي الباجي قائد السبسي لإبعاد نجله من زعامة النداء. ومن المُنتظر أن تنظر كتلة النّداء, أو ما تبقّى منها, في إقتراح الهيئة السّياسيّة المتعلق بطرد رئيس الحكومة يوسف الشاهد من الحزب, قبل مغادرة الحزب مقاعد الحكم للإصطفاف ضمن المعارضة. يبدو أنّ يوسف الشّاهد يدرس إمكانيّة إقالة وزراء النّداء خلال التّحوير الوزاري القادم, وبذلك يكون قد تخلّص من قايد السّبسي الإبن, ويصيب النّداء بأكثر ضعف وهشاشة. بالإضافة إلى ضعف الكتلة البرلمانيّة للنداء, ستكون إقالة وزراء حافظ السّبسي الضّربة القاضية, ولعلّ الحديث عن طرد الشّاهد من النّداء ليست إلّا رقصة الدّيك المذبوح.