تعيش تونس منذ أشهر على وقع أزمة سياسية مترامية الأطراف كان عنوانها الأبرز الصراع الواضح والمعلن بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزبه نداء تونس من جهة وصراع رئيس الحكومة والإتحاد العام التونسي للشغل من جهة أخرى، غير أن الأزمة إنتقلت بسرعة لتضرب أركان أحزاب سياسية من السلطة والمعارضة بموجة إستقالات واسعة وأزمات ضربت تيارات وأحزاب مختلفة. في أولى إنعكاسات الأزمة بين الحزب ورئيس الحكومة يوسف الشاهد شهد نداء تونس إنشقاقات تلتها إستقالات واصعة في الفترة الأخيرة فبعد إنسحاب عدد من نواب كتلة الحزب البرلمانية وإلتحاقهم بكتلة الإئتلاف الوطني التي تساند بقاء يوسف الشاهد في القصبة تتالت الإستقالات من قيادة الحزب وكذا من هياكله القاعديّة بعد إعلان تنسيقية بن عروس إستقالة جماعية فيما يتواصل نزيف الإستقالات من الكتلة. رغم أن الحزب برمّته متضرّر بشكل واضح من الأزمة السياسية الأخيرة إلاّأنّ كتلته البرلمانيّة تبدو أكثر تضرّرا حتىمن قيادة الحزب نفسه فقد أصبحت عاجزة عن الفعل منذ فترة وهي ليست حالة جديدة بل متجدّدة منذ نحو سنتين ونصف من الإنشقاقات والإستقالات المتتالية. بعد إنتخابات نهاية 2014 التشريعية كانت كتلة نداء تونس هي الأولى برلمانيّا غير أن الكتلة تحوّلت في ظرف أشهر إلىالكتلة الثانية قبل أن تتقهقر إلى المرتبة الثالثة بعد إستقالة جماعية لما عرف حينها بمجموعة 33 التي شكّلت فيما بعد كتلة الحرة لمشروع تونس التيتضررت بدورها وساهمت أزمتها في عودة كتلة النداء إلى المركز الثاني برلمانيا. في الأسبوعين الأخيرين تدحرجت كتلة نداء تونس بشكل سريع بالتزامن مع الأزمة السياسية الخانقة بين الحزب ومرشحه رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليشهد البرلمان ظهور كتلة جديدة أغلب نوابها من كتلة النداء تحت مسمى “الإئتلاف الوطني” التي بدأت تحشد دعم وتتلقى مطالب إنضمام آخرين غادروا لتوهم سفينة النداء وكتلته البرلمانية. ثلاث إستقالات جديدة الجمعة 21 سبتمبر 2018 من كتلة نداء تونس تقدّم بها كلّ من لطفي علي واسماعيل بن محمود وعبير العبدلي وأودعوها رسميا بمكتب الضبط بمجلس الشعب وسط تأكيدات عن إستعدادهم للإلتحاق بكتلة الإئتلاف الوطني التي ينتظر أن تقفز إلى المرتبة الثانية. بهذه الإستقالات الجديدة يتدحرج عدد نواب كتلة نداء تونس إلى 42 نائبا لتكون بذلك في المرتبة الثالثة برلمانيا خلف كتلة حركة النهضة المتماسكة والأكثر عددا وكتلة “الإئتلاف الوطني” التي تشكّلت حديثا لدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي جمّد نداء تونس عضويته في الحزب تمهيدا لعرضه على لجنة النظام.