أربع سنوات مضت على اختفاء الصّحفيّين سفيان الشورابي ونذير القطاري, منذ 8 سبتمبر 2014, ولا يزال مصيرهما مجهولاً, وعلى الرّغم من جهود عائلتيّ الشورابي والقطاري ومناشدتهما كل الأطراف من الحكومة ورئاسة الجمهورية التونسية والحكومات الليبية شرقاً وغرباً, لم يحصل ما يطمئنهما إلى الآن. هذا وقد أعلنت قناة ‘النبأ' الليبيّة الخاصّة, مساء أمس الاثنين 24 سبتمبر 2018, أنّه تمّ انتشال جثتي الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري من غابة بومسافر بضواحي درنة نقلا عن مصدر طبي ليبي. وأضافت أنّ عناصر من غرفة عمليات عمر المختار التابعة لمليشيات الكرامة نقلت الجثمانين إلى الرجمة وتتواصل مع أهالي الصحفيين الاثنين، دون تقديم المزيد من التفاصيل. ونفت سنية القطاري والدة الصحفي نذير القطاري في تصريح إذاعي, امس الثلاثاء 25 سبتمبر, تلقي أيّ إعلام رسمي بخصوص مستجدات ملف الصحفيين نذير القطاري وسفيان الشورابي. وانتقدت بشدة انسياق وسائل الإعلام في ترويج إشاعات بخصوص هذا الملف في إشارة لما أوردته قناة النبا الليبية الخاصة من أنباء حول العثور على رفات الصحفيين المفقودين بضواحي درنة. وكان الشورابي والقطاري قد انطلقا إلى الأراضي الليبية, في السادس من سبتمبر 2014, للتحقيق حول حرس المنشآت النفطية في منطقة آجدابيا, لصالح قناة “فارست تي في” الخاصة التي أغلقت العام الماضي, ليُقبض عليهما ويُحتجزا لمدة يومين قبل إطلاق سراحهما. وبدلاً من العودة إلى تونس, كما وُعد ذووهما, اختفيا وانقطعت أخبارهما, باستثناء بعض التّسريبات غير المُؤكدة من هنا وهناك. النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين, وبالتعاون مع منظمات تونسية ودولية, حاولت التّحرك والتنسيق مع المنظمات الليبية غير الحكومية للتوصل إلى معلومات عن الصحافيين المختفيين, لكن من دون جدوى إلى حدّ الآن. لكنّها لم تيأس, وتواصل مساعيها مع الأطراف كلها, علّها تتوصل إلى نتائج, وآخر هذه المساعي لقاء نقيب الصحافيين, ناجي البغوري, منذ أسبوعين, مع وزير الخارجية التونسية, خميس الجهيناوي. النّقابة نقلت مخاوف وقلق عائلتيّ الصحافيين, لا سيما مع تواتر الأخبار المتضاربة حول مصيرهما, وطالبت الدّولة التونسية بالقيام بما يلزم وتقديم إجابة حاسمة حول مصيرهما. وزير الخارجية من ناحيته أعرب عن “تفهّمه للمعاناة التي تعيشها عائلتا الصحافيين المختطفين”, وأكّد أن الدولة التونسية “تحاول القيام باللازم في سياق ليبي صعب”.