يمرّ الحزب الفائز في انتخابات 2014 التشريعية والرئاسية والمتحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بأزمة سياسية، هي الأعمق بعد أزمة خريف 2015، عندما انسلخ عن الحزب أكثر من 30 نائبا بالبرلمان والأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق وهياكل بأسرها. و قد عبّرت النائب بالبرلمان عن حركة نداء تونس فاطمة مسدّي أمس الاثنين 8 أكتوبر 2018، عن موقفها من أزمة نداء تونس، حيث اعتبرت “أنّ المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي هو المسؤول الرئيسي عن الأزمة داخل الحزب”. وأضافت، في تصريح إعلامي، أنّها دعته إلى الابتعاء عن قيادة الحزب، حتى إجراء المؤتمر الانتخابي، واعتبرت أنّ الحل في نداء تونس هو الإسراع بتنظيم مؤتمر انتخابي، قائلة إنّ “المؤتمر الانتخابي هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الحزب”. ودعت المسدّي إلى أن يشرف على هذا المؤتمر أعضاء من الحركة من المعروفين باستقلاليتهم عن الأجنحة المتصارعة، مشدّدة على ضرورة أن لا يتجاوز موعد إجرائه شهر ديسمبر المقبل، كما أوضحت أن الاختلافات السّياسية حول مسألة بقاء الحكومة من عدمها من أبرز المشاكل بالحركة حاليا. هذا وقد أجمع نوّاب نداء تونس في اجتماع سابق للكتلة، على “ضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي”، وفق تصريح النائبة بالكتلة فاطمة المسدي لوكالة تونس افريقيا للأنباء. وأكدت المسدي “وجود إجماع بين النواب الحاضرين في هذا الاجتماع حول رفض القيادة الانفرادية لحركة نداء تونس، وتحميل قيادته الحالية مسؤولية الأزمة التي يمر بها الحزب في الفترة الأخيرة”. وأضافت أنّ النّواب المجتمعين دعوا إلى عقد اجتماع للهيئة السياسية للحزب، التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع صلب الحركة للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة”. من جانب آخر، حملت المسدي مسؤولية الاستقالات، التي شهدتها كتلة نداء تونس في الآونة الاخيرة، الى رئيس الكتلة سفيان طوبال، الذي قالت إنه “المسؤول عن وحدة صف الكتلة “. وصدر عن اجتماع عقده نوّاب النّداء عن جهة المنستير، والذي حضره مستشارون جهويون ومحليّون للحزب، بيان حمّل المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي ورئيس الكتلة سفيان طوبال، مسؤوليّة تردي الأوضاع داخل الحزب، واصفا موقف الحزب بخصوص حكومة يوسف الشاهد ب”غير الحكيم”. اذن فالوضع في نداء تونس لم ينته بعد إلى حل، بل تصاعدت وتيرة الأزمة من داخله إلى الرّأي العام، أمر جعل رئيس الجمهوريّة مخيّر بين الانتصار لنجله السّبسي الابن أو الانتصار لمنصبه كرئيس لكلّ التّونسيّين!!