جحافل من ضيوف ثقيلو الظل عرفوا طريقهم هذه الأيام إلى الضاحية الجانبية من العاصمة حيث تكاثر “الناموس” بشكل لافت وهو ما خلّف تساؤلات عديدة لدى متساكني هذه المناطق الذين استغربوا تكاثرها خلال هذه الفترة، مقارنة بباقي أيام الصائفة وكذلك بالفترة نفسها من السنوات الماضية. ومع تردد أخبار عن إصابة عدد من الأشخاص في أماكن أخرى من البلاد بما يسمى “حمى غرب النيل” المنقولة عن طريق نوع من البعوض ازداد قلق البعض منهم، بل إن منهم من لم يتوان عن التعبير عن خوفه من إمكانية الإصابة بهذه الحمى المنقولة طالما تم تسجيل إصابات بها داخل التراب التونسي وفق مصادر رسمية لتصريحات الأهالي لوسائل إعلام. واشتكى عدد من المواطنين من تكاثر البعوض بعدد من الأحياء على غرار حي نزهة السلطان ببرج السدرية ، ومنطقة الشعبية بحمام الأنف، وحي بينوس برادس والأحياء القريبة من الشاطئ والمتاخمة للشريط الساحلي للضاحية الجنوبية وغيرها من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية حتى أن البعض منهم قال إنه لم يعد في مأمن من لسعات البعوض حتى وهو داخل بيته . وروى البعض الآخر ، إن عددا من المتساكنين اضطروا إما للذهاب إلى المستوصفات القريبة أو التحول إلى الصيدليات للتداوي أو لشراء بعض الأدوية والمراهم للتخلص من الطفح الجلدي والآلام التي تسبب فيها البعوض الهائج وفق تعبير احدهم . اشتكى متساكنو الضواحي الجنوبية للعاصمة من جحافل الناموس التي تكاثرت بصفة غير عادية خلال الأيام الفارطة و تسببت لهم في طفح جلدي وآلام مستغربين من تكاثره في هذه الفترة وخصوصا بمناطق حي نزهة السلطان ببرج السدرية، وحمام الأنف، ورادس والأحياء القريبة من الشاطئ والمتاخمة للشريط الساحلي للضاحية الجنوبية. من جانبه،إعتبر فتحي لطيف مسؤول بالإدارة الجهوية للصحة ببن عروس ظهور الناموس في هذه الفترة ظاهرة نتيجة لموجة الامطار والتساقطات التي شملت العديد من المناطق، مشيرا الى أن الفرق الصحية المختصة عاينت قرابة 12 بؤرة لتواجد الناموس على كامل الولاية، وتمت مراسلة البلديات المعنية ومدها بقائمة بهذه البؤر ونوعية الادوية والمبيدات لاستعمالها في عملية الرش والمداواة. من جانبه قال رئيس لجنة النظافة ببلدية حمام الأنف نوفل العزيزي إن البلدية في تعاطيها مع هذه الحالة الطارئة ، قامت طوال الأسبوع المنقضي ، بأخذ عينات من أماكن تجمع المياه الراكدة لإجراء التحاليل المخبرية عليها والتأكد من عدم وجود مخاطر أو تلوثات، وبعد التأكد من ثبوت خلوها من هذه المخاطر ولمزيد التوقي من هذه المخاطر تم المرور إلى مرحلة المعالجة التقنية عبر ضخ المبيدات في المجاري المغلقة وفي أقبية العمارات ومواصلة الرش بالبخاخات. كما قامت بلدية حمام الشط، وفق رئيس مجلسها البلدي، فتحي زقروبة بتعزيز فرق مقاومة الحشرات لتكثيف مداواة أماكن تفريخها وجهر البالوعات والقنوات المفتوحة ومواصلة المداواة بالمرشات اليدوية في المناطق الزرقاء وهو نفس التمشي الذي انتهجته بلدية رادس سواء بالمداواة أو بجهر الأودية ومقاومة انتشار الحشرات بالتدخل العضوي او الكيميائي او عبر القيام بردم أماكن تجمع المياه بالأتربة.