تشهد السياحة في الجنوب التونسي انتعاشة في ظلّ تنوع المنتوج الصحراوي وتنظيم المهرجانات والملتقيات بعيدا عن النشاط السياحي الكلاسيكي المرتبط بالبحر والسباحة وموسم الصيف. وعرفت ولايات توزروتطاوينوقبلي انتعاشة قصوى تجاوزت حتى 100 بالمائة في ولاية توزر، ومن المنتظر أن يتواصل هذا الإقبال نظرا لتنوع الانشطة السياحية بهذه الولايات وتوفّر المناطق الأثرية والتاريخية والتي نشهد إقبالا كبيرا في هذه الفترة. وفي توزر،قال ياسر الصوف المندوب الجهوي للسياحة بولاية توزر إنّ الجهة تشهد حركية سياحية وانتعاشة في القطاع السياحي تزامنا مع العطلة وانطلاق مهرجان الأغنية الصوفية ”روحانيات” في دورته الثالثة الذي انطلق يوم الخميس 1 نوفمبر 2018 إلى غاية البارحة الأحد 4 نوفمبر. وأضاف الصوف أنّه تم تسجيل زيادة ب16.4% في عدد الوافدين مقارنة بالموسم الماضي، وأنّ نسبة الحجوزات في النزل بلغت 100%. وفي تطاوين،سجّل قطاع السياحة في الجهة ارتفاعا بنسبة 43 بالمائة في عدد الوافدين خلال الفترة المتراوحة بين غرة جانفي و31 أكتوبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفع عدد الليالي المقضاة خلال ذات الفترة بنسبة 45،5 بالمائة وفق الإحصائيات التي أفاد بها المندوب الجهوي للسياحة بولاية تطاوين وليد الرحالي. وأوضح وليد الرحالي، أن السياحة الداخلية قد احتلّت صدارة عدد الوافدين يليه عدد الفرنسيين الذين ارتفع عددهم بنسبة 102 بالمائة وعدد الليالي التي قضوها في الجهة فقد ارتفع بنسبة 113 بالمائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأشار الرحالي إلى أنّ عدد الأسرة السياحية في الجهة مازال ضعيفا جدا، أي في حدود 514 سريرا فقط وهو نتيجة غياب الاستثمار في القطاع السياحي ولا سيما المستثمرين الكبار على غرار المناطق الأخرى. وأضاف أنه سعيا منها إلى التعريف بالامتيازات والحوافز في هذا القطاع شرعت المندوبية في تنظيم سلسلة من الندوات المحلية للاستثمار في القطاع السياحي انطلقت الأربعاء الماضي بندوة في معتمدية الصمار تضمّنت ثلاث مداخلات حيث تولّى تقديم مداخلة في هذا الشأن وساهم مكتب تونس لبرنامج Suisscontact بمداخلة حول السياحة البديلة وكانت لممثل معهد التراث المداخلة الثالثة حول ثراء وتنوع المواقع والشواهد التاريخية المتفردة في بلادنا. واعتبارا لمحدودية إمكانيات بلدية تطاوين التي أصبحت بلدية سياحية وحاجتها لمزيد الدعم من أجل نظافة المحيط وجمالية المدينة خصص صندوق حماية المناطق السياحية لها خمسين ألف دينارا تقرّرتخصيص 28 ألف دينار منها للنظافة و15 ألف دينار لاقتناء مائة حاوية لجمع الفواضل الصغرى والقوارير البلاستيكية في حين خصص بقيّة تعهّد شبكة التنوير من جسر” برورمت” شمالا الى ساحة ذاكرة الأرض جنوبا، وفق ما أكده المندوب الجهوي للسياحة. وفي قبلي،عاشت الولاية هذه الأيام على وقع مهرجان التمور في دورته ال35 الذي اختتم البارح 4 نوفمبر 2018 بعدما انطلق يوم 1 نوفمبر وبكرنفال تنشيطي وعروض شبابية وثقافية بمشاركة الفرق التونسية والأجنبية من الأردن والجزائر وفلسطين وذلك بساحة الشهداء وسط المدينة. وأكّد محمد صايم المندوب الجهوي للسياحة أنّ التظاهرات الثقافية بالجهة كمهرجان التمور ومهرجان الشعر بدوز ومهرجان المسرح بدوز هي بمثابة منتوج جيد لاستقطاب السائح التونسي والأجنبي ، مؤكّدا تسجيل ارتفاع في عدد الوافدين على الجهة ب32%.