أعلن مجموعة من الشباب التونسي عن تأسيس حملة “السترات الحمراء” وعن انطلاقهم رسميا في تركيز التنسيقيات الجهوية والمحلية، مؤكدين أن الهدف من هذه الحملة هو إنقاذ تونس في ظل غياب المصداقية والتصور وضبابية الرؤية لدى الطبقة السياسية الحالية، وتعمّق الهوة بينها وبين الشعب التونسي، وفق تعبير منظمي الحملة. وقد أكد بعض من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل أنه لا علم لهم بمثل هذه الحملات وأن المنظمة لها أشكالها الخاصّة للتعبير والدفاع عن حقوق منظريها، رافضين التعليق عن مثل هذه الحملات. ومن جهته أكد الكاتب فتحي الزغل أنه يتابع الدعوات التي “تسمّي نفسها ب”السترات الحمراء” تشبّها ب “السترات الصفراء ” التي خرجت تتظاهر بفرنسا”، وأفاد الزغل بأنه يجد ارتباطا وثيقا بين هذه الدعوة ب”أبو ظبي” و”الرياض” أكثر منها بباريس، معتبرا أن الحملة مشبوهة من حيث من يدعو إليها ومن حيث التسريبات التي تسرّبت من بعض القنوات الإعلامية ومن حيث توقيتها وحدوثها بالتزامن مع أحداث تصبّ كلّها في تحرّكات القوى المضادّة للمسار الديمقراطي والانتخابي في تونس. كما جزم المتحدّث بفشل هذه الحملة كما فشلت العديد من المحاولات السابقة “التي تريد أن يجهز فيها فريق لا يؤمن بالديمقراطية على الشارع ومن ثم على الحكم”. كما اعتبر أن الجهة التي لها مصلحة من هذه الحملات هي الجهة التي تعلن نفسها مناصرة لهذه التحرّكات وهي في الحقيقة من نظمتها، مشيرا إلى أنه يروّج أنها شقّ ابن الرئيس ومن معه، وفق تصريحه. وأضاف فتحي الزغل أنه في مثل هذه الأحداث تقوم القوى اليسارية المتطرفة بالركوب عليها نحو الفوضى باعتبارها تريد أن يتغيّر كل المشهد لتتموقع من جديد، وكل حركة فيها أمل في تغيير المشهد من خلال الفوضى ستكون هي فيها لا محالة. ويشار إلى أن فرنسا تشهد منذ حوالي أسبوعين احتجاجات عنيفة ينفّذها “السترات الصفراء” في العديد من المدن الفرنسية تنديدا بسياسات الرئيس الفرنسي الاجتماعيّة ورفضا لغلاء الأسعار وغلاء المعيشة