لا يمكن لأحد أن ينكر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتخبّط فيها البلاد، مشاكل بالجملة تم تسجيلها على جميع الأصعدة ولحقت بسائر فئات المجتمع، اشكاليات لا يمكن حلّها إلا بإرادة قويّة لحكومة لا شاغل يشغلها سوى الخروج بالبلاد إلى بر الأمان. “الدولة في وضعية صعبة ولا بد من التحرّك.. لازم ناقفو لتونس.. لا تسامح مع إيقاف الإنتاج ومظاهر التقاعس في الإدارة.. الحرب على الفساد والحرب على الإرهاب وجهان لعملة واحدة” هذه العبارات التي ألقاها رئيس الحكومة أمام مجلس نواب الشعب باركها جميع المواطنين.. عبارات مسّت مكامن الداء في تونس وأبرزت عزم الحكومة على إنقاذ البلاد، لكن سرعان ما تحوّل هذا الخطاب مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية إلى خطاب انتخابي بامتياز. استغل رئيس الحكومة حواره مع قناة التاسعة في شهر ديسمبر الفارط لضرب “خصمه” حزب نداء تونس والحديث عن فشل تجربته وقال: “نداء تونس لم يعد موجودا والقيادة الحالية لم تعد تمثل قواعد النداء التاريخي.. ومؤتمر النداء سيكون قطوس في شكارة”، كذلك استغل الحوار لضرب خصمه حافظ قايد السبسي الذي قال إن سبب الخلاف بينهما هو أن هذا الأخير “يتصرف كأنّ البلاد والحزب ملك خاص به ويمارس العبث السياسي الذي يرفضه هو وسيظل مستمرا في رفضه”. لم يفوّت الشاهد الفرصة للانطلاق في حملته الانتخابية والتلميح بأن تونس في حاجة إلى كيان سياسي حداثي وسطي ودعوة كل الدستوريين والندائيين والمستقلين التجمع وبعث هذا المشروع لضمان التوازن وحماية الديمقراطية التونسية. وقد اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي فريد العليبي أن الحكومة الحالية حكومة انتخابات وأن زيارات رئيسها للجهات تتخذ شكل حملة انتخابية سابقة لأوانها. وأكد العليبي في تصريح ل”الشاهد” أن حزب يوسف الشاهد يحاول وراثة نداء تونس بعد تفكيكه، الشيء الذي يقلق المحيطين برئيس الدولة الذي وجد نفسه في ورطة باعتبار أن ذراعه الأيمن الذي عينه بنفسه على رأس الحكومة أصبح في الضفة الأخرى. كما اعتبر رضا بلحاج القيادي في حزب نداء تونس أن الحكومة انتخابية بامتياز وأن ذلك يتجلّى منذ أشهر وتهدف إلى تأسيس حزب الدولة باستعمال الدولة لبناء حزب الشاهد. كما أكد بلحاج في تصريح ل”الشاهد” أن ما يقوم به رئيس الحكومة يوسف الشاهد يندرج في إطار الحملة الانتخابية. ومن جانبه اعتبر رئيس كتلة الائتلاف الوطني مصطفى بن أحمد أن رئيس الحكومة مباشرا للحياة السياسية والحكومية، وأن من يعتبر تطرّق الشاهد للمواضيع السياسية حملة انتخابية يبحث عن حكومة صامتة. وأضاف في تصريح ل”الشاهد” أن الحكم يكون على المضامين وليس على النوايا مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية بعيدة وتفصلنا عنها عدّة أشهر وأن الترويج لها في الوقت الراهن لا يعطي مفعولا.