رغم الإعداد له منذ مدّة وتواتر التصريحات عن قرب موعد الإعلان عنه، لم ير حزب يوسف الشاهد النور إلى الآن. وقد أعزى المتابعون للشأن السياسي في تونس أن تأخر الإعلان عن الحزب يعود إلى تردّد الشاهد في خوض هذه التجربة خاصّة بعد توجيه أصابع الاتهام له بتكوين حزب الدولة بقيادات الحكومة وبإمكانياتها وكذلك باستغلال الحملة الانتخابية قبل أوانها. وأعزى آخرون تأجيل الإعلان عن الحزب إلى محاولة ربح الوقت للخروج من الأزمات التي مرّت بها الحكومة نذكر منها دعوة رئيس الجمهورية رئيس الحكومة إلى التوجّه للبرلمان لنيل الثقة، وإقالة وزير الداخلية السابق لطفي براهم وملف التحوير الوزاري والميزانية وقانون المالية وغيرها من الأزمات التي تجاوزها الشاهد بسلام. ورغم تأكيد صاحب القصبة أن الترشّح لانتخابات 2019 لا يغريه، إلا أنه دعا ضمنيا في حواره مع قناة التاسعة الدساترة للالتفاف حول مشروعه السياسي الأمر الذي استنكره العديد من السياسيين. وقد اعتبر القيادي بحزب نداء تونس رضا بالحاج أن تأخر الإعلان عن حزب الشاهد يعزى إلى حالة التردّد التي يعيشها وإلى عدم ثقته في نجاح هذه العملية. كما رجّح بالحاج في تصريح ل”الشاهد” أن يكون تردّد الشاهد في تأسيس حزبه راجعا إلى رفض حركة النهضة لبقائه في منصبه وتأسيس حزب. كما أكّد رضا بالحاج أن ارتباك الشاهد في الإعلان عن مشروعه يرجع إلى عدم تجاوب عدد هام من حزامه السياسي للحضور في الاجتماعات التي يتم اعدادها بواسطة الدولة باستثناء الذين يقع الضغط عليهم للحضور. وفي المقابل اعتبر رئيس كتلة الإتلاف الوطني بالبرلمان مصطفي بن احمد أنه لا علاقة لتأخر الإعلان عن الحزب بما يتم الترويج له، مشيرا إلى أنه يجري حاليا إنجاز استشارات جهوية وتم تحديد يوم 27 جانفي الجاري كموعد للقاء نهائي سيجمع كل المشاركين في اللقاءات الجهوية، مؤكدا أن الإعلان عن الحزب سيكون بعد الاستشارة. وتمثّل كتلة الإتلاف الوطني الحزام السياسي لرئيس الحكومة بالبرلمان وقد تأسست الكتلة يوم 27 أوت 2018، وتتكوّن بالأساس من نواب مستقيلين من حركة نداء تونس ونواب مستقلين، وتضم الكتلة حاليا 44 نائبا وهي الكتلة الثانية بعد كتلة حركة النهضة بالبرلمان