لا يزال وضع قطاع التعليم على حافة الهاوية في ظلّ معركة تتواصل فصولها منذ بداية السنة الدراسية الحالية بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية وسط اجواء عالية من التوتّر، حيث يسعى الطرف النقابي إلى تثبيت كلمته و طلباته مهما كلّف الأمر مُقابل ما تحاول أن تُبديه سلطة الاشراف من تماسك امام التعنّت النقابي. انسدادُ أفق التفاوض وتوتر الأوضاع في ظلّ تنبؤات بسنة بيضاء، دفع بالأولياء والتلاميذ إلى التحرك والتحذير من شبح السنة البيضاء. وعبّر عدد من تلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بولاية صفاقسوتونس ونابل وأريانة وقفصة والقيروان عن غضبهم إزاء تواصل الأزمة بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي و وزارة التربية و مقاطعة الأساتذة للامتحانات. Publiée par Radio Web Mornaguia sur Lundi 21 janvier 2019 ولم يُجرِ تلاميذ المعاهد امتحانات نهاية الثلاثي الأول من العام الدراسي، بعد إقدام الأساتذة على مقاطعة هذه الامتحانات، أواسط شهر ديسمبر الماضي. ومن المُنتظر أن ينفذ آلاف من أولياء التلاميذ في كامل البلاد الخميس المقبل تحركا احتجاجيا وطنيا يشمل وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بالعاصمة وفي الساحات العامة في بقية الجهات. وأكد المنسق الوطني لأولياء غاضبون حسن عبد العزيز الشك أنّ الدعوة تندرج في إطار دفاع الأولياء عن حق التلاميذ في إنجاح السنة الدراسية في ظل الوضع الخطير الذي يتهددها جراء الأزمة المستمرة بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية نافيا وقوف أي جهة سياسية وراء هذا التحرك. ووصف رئيس جمعيّة أولياء التلاميذ، رضا الزهروني ما يحصل ب”المظلمة” بحق أبنائهم، وبحق المصلحة الوطنيّة الكبرى، ودعا الأطراف الحكوميّة والنقابية إلى تغليب مصلحة التلميذ فوق كلّ الاعتبارات. ويُطالب اساتذة التعليم الثانوي بصورة أساسية بزيادات في المنح الخاصة وتفعيل الترقيات المهنية وتحسين ظروف العمل في المؤسسات التعليمية، وهي مطالب يدور بشأنها خلافات للعام الثالث على التوالي تخللتها إضرابات، أدت إلى اضطرابات متكررة للموسم الدراسي. ودعا كاتب عام الجامعة العامة لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي الحكومة إلى فتح مفاوضات “جدية” في أقرب الآجال، قائلا “إن مصير السنة الدراسية ينحو منحى خطيرا جدا”، مُشيرا إلى أنّ سلطة الإشراف والحكومة تتعنت وترفض فتح مفاوضات إيجابية وجدية تستجيب للمطالب المادية والمعنوية للمربين. في المقابل يؤكّد الطرف الحكومي أنه لا يمكنه التعامل مع من لم يقدم مقترحات ويكتفي باللاءات المتتالية، وعبّر وزير التربية حاتم بن سالم عن ذلك بالقول” اليعقوبي ليس أهلا للتفاوض.. قرّر التخريب وعليه أن يتحمل مسؤوليته أمام القانون”. وقال الوزير إنهم لن يعودوا إلى التفاوض في إطار تهديد وسب وشتم، موضحا أن الوزارة قدمت عديد المقترحات لكن الجامعة بم تقدم مقترحاتها ورفضت جميع مقترحات الوزارة. وتشهد ولايات تونس، مسيرات واعتصامات للأساتذة داخل مقرات بعض الإدارات الفرعية لوزارة التربية، و عبر لسعد اليعقوبي عن استغرابه من صمت رئيس الحكومة تجاه أزمة التعليم الثانوي. في المقبل أكد النّاطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، إنّ أزمة التعليم الثانوي باتت غير مقبولة، مشدّدا على أنّه “لا يجب أن يتحوّل أيّ خلاف شغلي إلى أداة ترتهن مصالح المواطنين”. واعتبر الدهماني، أنّ الخلاف القائم بين نقابة التعليم الثانوي والحكومة “مادي”، مضيفا “عدم استجابة الحكومة لمثل هذه المطالب يعود إلى المحافظة على التوازنات والالتزامات المالية للدولة”. ويشهد قطاع التعليم في تونس اضرابات انطلقت منذ ثورة 2011 انتهت بوقف الدروس مرات عدة. وأعلنت الحكومة في 2015 نجاح كل تلامذة التعليم الابتدائي إثر إضراب نفذه المعلمون خلال فترة الامتحانات